شهد مركز "الحدادة" الحدودي حركة تنقل مكثفة الجزائريين العابرين عبر "ساقية سيدي يوسف" إلى تونس لقضاء عطلتهم الصيف، مقابل دخول عدد هائل من أفراد الجالية الوطنية في الخارج. وللوقوف عند المشهد، تنقلنا إلى عين المكان فجرا، حيث يجد المرء نفسه وسط طابور ينتظر فيه دوره والذي يصل إلى ساعات. وقد نجحت مصالح شرطة الحدود ومصالح الجمارك الجزائرية في احتواء هذا الضغط، من خلال تسهيل الإجراءات لتفادي متاعب ومعاناة العابرين. وبالنسبة إلى الاحصاءات الأخيرة لشرطة الحدود لهذا العام، فإن معدل الخروج اليومي تجاوز 3 آلاف شخصا من الفاتح جوان إلى 25 جويلية، بينما تم تسجيل أكثر من 2500 شخصا من أفراد الجالية الوطنية في الخارج القادمة من الموانئ الأوروبية نتيجة استفادتها من امتيازات مالية تمكنها من توفير ألف أورو، نظرا لانخفاض أسعار التأمين والنقل، على خلاف الموانئ الجزائرية، حسب ما أدلى به المغتربون. أما عن المسافرين نحو تونس، فإن أغلبهم من ولايات الوسط كالجزائر العاصمة، بومرداس، تيزي وزو، البويرة، تيبازة، البليدة، المدية، بجاية. وغالبية القادمين إلى التراب الوطني عائلات الجالية الوطنية المقيمة في الدول الأوروبية القادمة عن طريق الموانئ التونسية. وبحساب بسيط لمداخيل خزينة تونس التي تجنيها من نفقات السياحة الجزائرية التي تحصل عليها من تنقل الجزائريين، فإنها تتجاوز 100 مليون أورو في ظرف 50 يوما، بحساب نفقة 200 أورو فقط للشخص، أي أنها قد تتجاوز 300 مليون أورو طيلة الموسم السياحي، بخلاف أيام السنة ورأس السنة الميلادية التي يفضل آلاف الجزائريين قضاءها في تونس، هذا ما تؤكده الشهادات التي جمعناها في عين المكان من المواطنين العابرين للحدود دخولا وخروجا، بأن مركز الحدادة من أحسن المراكز الحدودية البرية وطنيا في نوعية الاستقبال وسرعة الإجراءات التي لا تتجاوز 15 دقيقة، وهي الفترة القياسية التي يبذل من أجلها أعوان الجمارك وشرطة الحدود قصارى جهدهم ليغادر العابرون المكان بكل طمأنينة. نلاحظ أن الطوابير قد ازدادت هذا الأسبوع في سباق مع الزمن قبل حلول شهر رمضان، وكما كان متوقعا لها مع نهاية المونديال وظهور نتائج البكالوريا والعطلة الجماعية. واستنادا لتوضيحات مسؤولي مصالح الجمارك وشرطة الحدود، فإن وقت التوافد والتدفق إلى درجة الاكتظاظ والضغط على المعبر الحدودوي من الضفتين، يكون مع الساعات الصباح الباكر لتفادي الأجواء المناخية الحارة عن بقية ساعات النهار.