عرفت الوكالة المحلية للتشغيل بالمنيعة محطات عدة في تاريخها الذي يعود لعهد الخمسينيات من القرن الماضي، حيث عرفت في بداية عهدها بمكتب اليد العاملة وكانت الشركة الوطنية للجيوفيزياء من أوائل الشركات التي ظهرت بعد التأميم في سنة 1971، والتي كلفت بمهمة الاستكشاف لتعرف الشركات نقلة نوعية في عددها مند سنة 2000 وفي مقدمتها تلك التي تبنت مشروع عين صالح غاز الذي جاء نتيجة شراكة بين سوناطراك وبريتش بتروليوم البريطانية وستاتوال النرويجية، وذلك ضمن أول حوض وهو حوض لخشيبة الذي يتمركز في منطقة لخشيبة البعيدة عن المنيعة جنوبا ب 250 كلم والقريب من حدود عين صالح، مما جعله محط اهتمام ولايتي غرداية وتمنراست، هذا الحوض الواعد والهام تنشط به شركات أجنبية ووطنية كشركة سيتكو السورية المختصة في البناء والإنجازات البترولية والتي حلت بالمنطقة سنة 2006، وشركة بيتروفاك الإنجليزية التي لها نفس الاختصاص، أما الوطنية فتتمثل في شركة صومياص المكلفة بالمشاكل التقنية في مركب الغاز والتابعة للشركة الوطنية لإنتاج الأسمدة أسمدال بعنابة، أما شركة الأشغال البترولية الكبرى ( جي تي بي ) فمكلفة بالبناء والإنجازات البترولية وشركة أوراست المكلفة بالإطعام والفندقة وشركة إينافور المختصة بالتنقيب وحفر الآبار، ويجدر الذكر أن الشركات الداخلة ضمن مشروع عين صالح غاز تتكفل بمشروعهم شركة ( بات ) وهي مؤسسة خاصة يتبع لها عمال الإدارة ومديرو الموارد البشرية ورؤساء المشاريع . ويأتي الحوض الثاني المتمثل في حاسي باحمو البعيد عن الجنوب الغربي للمنيعة ب 100 كلم والواقع بالقرب من مدينة تميمون حيث لا يزال في طريق الإنجاز، ويعود المشروع فيه بالشراكة بين سوناطراك وبريتش غاز البريطانية وكيستون الخليجية، هذه الشركات شرعت في عملية الاستكشاف سنة 2007 وتمثلهم في هذه المهمة شركة سايبام الإيطالية التي تضطلع بمهمة التنقيب عن الغاز، إلى جانب شركة "صوجي تراب" الفرنسية المختصة في بناء القواعد الإسمنتية للآبار والبناء والطرق، بينما شركة بنت الخص وهي شركة جزائرية خاصة فمكلفة بإنجازات الطرق وقواعد الحياة وأرضيات الآبار وشركة أسياس الفرنسية المكلفة بالإطعام والفندقة، وتساهم عدة شركات في تنشيط هذا الحوض لكن بأعمال دورية في خدمة الآبار مثل شركة هاليبرتون الأمريكية. ثالث الأحواض الناشطة بالمنطقة هوحوض حمرا وزرافة البعيد عن المنطقة جنوبا ب 160 كلم والقريب هو الآخر من مدينة تميمون حيث بدأ النشاط فيه سنة 2006 من طرف شركة شال الهولندية، وتقوم بالاستكشاف لصالحها شركة ويستارن الأمريكية والشركة الوطنية لأشغال البترول وشركة شلوم بيرجي المختصة في الآبار . المعطيات السابقة وحسب المراقبين تعد مؤشرا حقيقيا يؤهل المنطقة في السنوات القليلة القادمة لتكون قطبا صناعيا لا سيما في حوض حاسي باحمو الذي يتوقع له مستقبل كبير يعود بالنفع على شباب المنطقة، ويحد من حجم البطالة المتزايدة في صفوفهم خصوصا أن آخر المعلومات التي تحصلت عليها "الأمة" تشير لوجود 6000 ملف لطالبي العمل على مستوى الوكالة المحلية للتشغيل التي تشهد في الآونة الأخيرة عدة عروض عمل في مختلف الاختصاصات رغم تسجيل انتهاكات واضحة من بعض الشركات التي تخالف التعليمات الحكومية والتعليمات المنظمة لسوق العمل، والتي تنص صراحة على ضرورة إجبارية التوظيف مرورا بالوكالة المحلية للتشغيل، وعدم اللجوء للتوظيف المباشر مع إعطاء الأولوية لأبناء المنطقة. علما أن الوكالة تنتهج الأولوية في التشغيل حسب التسلسل الرقمي لطالبي العمل حتى لا تكون هناك مجالات للتلاعب، ولقطع الطريق عن أية محاولة محتملة للمحسوبية والرشوة التي كثيرا ما تكون تهمة جاهزة من طرف من لم يسعفهم الحظ في الالتحاق بالشركات الأجنبية والوطنية الناشطة في المنطقة. كما تساهم إحدى الشركات الصينية في الحد من البطالة بمشروعها الرامي لبناء مؤسسة لإعادة التربية ذات طاقة استيعابية ب 2000 سرير، حيث تسير الأشغال بالمشروع الواقع شمال المنيعة بمسافة 10 كلم، يضاف إلى ذلك مشروع مدينة المنيعة الجديدة الذي انطلقت به الأشغال جزئيا والذي يفترض أن ينجز من طرف شركات كورية جنوبية، دون إغفال مشروع المحمية الطبيعية التي تلقى اهتماما من شركات أجنبية وإماراتية .