انقطع التيار الكهربائي، منذ صباح أمس الأربعاء، بمدينة الرغاية الواقعة شرق العاصمة بحوالي 30 كيلومترا، إثر تهاطل أمطار غزيرة على منطقة الوسط، لم تعرف مثلها أيام فصل الشتاء، وسيبقى السكان طيلة النهار محرومين من الطاقة الكهربائية، الشيء الذي استثار سخطه وأبدى الكثير من المواطنين الذين اقتربنا منهم، تذمرهم من هذا الوضع المتكرر، خاصة عند تقلب الأحوال الجوية، الشيء الذي يعرقل كثيرا من أشغالهم الاعتيادية التي تستلزم استخدام الطاقة الكهربائية، ذلك ما عبرت عنه إحدى العجائز بقولها: "كرهونا حياتنا، كلما عطست معزة.. ينقطع التيار.. ما هذا يا عجبا.. أليس هناك مسؤولون يعالجون الأمر الذي يتكرر في كل مرة؟". أما التجار، فقد لاحظنا على وجوهم غضبا غير معلن، بعدما وجدوا محلاتهم تعوم في ظلام وهي في وضح النهار، وأكثر تفكيرهم ينصرف إلى سلعهم سريعة التلف التي يخافون من ضياعها ولا أحد من المسؤولين يفكر في حالهم، في حين وجدنا في السوق المغطاة الواقعة وسط المدينة، بعض المحلات تستعمل مولدات كهربائية، خاصة المحلات التي تبيع اللحم المجمد وغير المجمد، كما لاحظنا بعضهم يضع وسط اللحوم المعروضة التي بدأت تفرز العرق، يضع شمعة ليتمكن الزبائن من رؤية المعروضات. اقتربنا من أحد التجار الذين لا يستعملون مولدا كهربائيا، فرمينا عليه سؤالا قصد معرفة انطباعه على المباشر دون مكياج: "كيف تستطيعون العمل في هذه الظروف؟"، فقال وعلامات الغضب بادية عليه: "ما هذه بسوق.. ولا هذه مدينة.. ولا مسؤولينا بمسؤولين.. يعرفوننا فقط وقت ما يحتاجون أصواتنا وأموالنا..". غادرنا السوق التي بدأت تعرف إقبال الزبائن الذين يقصدونها من المدن المجاورة القريبة من الرغاية، يتنقلون بين دكان وآخر بحثا عن سلع طازجة، تراهم يتجنبون الوقوف أمام المحلات التي لا تستعمل المولدات، وتكتفي بشمعة لتوضيح معالم سلعهم أمام أعين الزبائن. هو وضع كارثي تعرفه الرغاية منذ أمد بعيد، ورغم كون المدينة ذات أهمية اقتصادية واجتماعية، و تستقطب حركة تجارية هامة، إلا أن مشكل انقطاع التيار الكهربائي بين الحين والآخر، بات يؤرق السكان و المواطنين على حد سواء.-