مثلها مثل الكثيرين من الوجوه التلفزونية الجزائرية الدين اثبتوا جداراتهم في القنوات الفضائية في الخارج، تركوا الجزائر وشارع الشهداء بحثا عن فرصة أفضل وهواء أنقى بعيدا عن تحطيم المواهب، وسيلة فلإلى الإعلامية في التلفزيون الجزائري كباقي الإعلاميين الجزائريين تركت الجزائر والتلفزيون الجزائري في ظروف خاصة حققت نجاحا في الخليج انتقلت بين عدة قنوات منها قناة الحرة وقنوات أخرى ليستقر بها المقام في قناة الوطن الكويتية، تفتح وسيلة صدرها لقراء "الأمة العربية" في هدا الحوار الشيق بعفويتها وطيبتها دون خلفيات، معبرة عن حنينها للوطن ولذكرياتها في البلاد . أولا كيف حال وسيلة فيلإلى في الكويت؟
ج 1: حإلى من حال زملائي اللذين تعودوا على الغربة المفروضة، لكن وجودي في بلد عربي مسلم يهوّن على شيئا من البعد عن الوطن.
س2: ما هي الظروف التي أدت بوسيلة إلى مغادرة التلفزيون الجزائري ؟
ج2: عندما يضيق بك المكان تبحث مجبرا عن منفذ للخروج منه وإن كنت قلت يوما إنني لا أستطيع العمل إلا تحت سقف التلفزيون الجزائري، غير أن هذه القناعة لم تصمد أمام تسونامي التحطيم الممنهج.
س3: بعد مغادرتك للتلفزيون الجزائري، ما هي أول وسيلة إعلامية عربية اشتغلت بها؟
ج3: توقفت عن العمل لمدة سنتين تقريبا اعتبرتها استراحة محارب بما أنني التحقت بزوجي بالكويت لأخوض بعدها التجربة الأولى في عملي كمراسلة الحرة من الكويت.
س4: كنت من ضمن أول مؤسسي قناة الوطن ماذا يمكن أن تقولي عن هذه التجربة؟
ج4 كنت ضمن الطاقم المؤسس لقسم الأخبار بتلفزيون الوطن وهوتلفزيون خاص، التجربة التي استقيتها من التلفزيون الجزائري في عهده الذهبي بالإضافة إلى الدورات التكوينية في قنوات فرنسية دفعت بمسؤولي قناة الوطن مع مجموعة من الزملاء بوضع ثقتهم في لتدريب وتكوين مراسلي ومحرري وكذا مذيعي القناة اللذين كان معضمهم كويتيين،، تجربة اعطت ثمارها وتلفزيون الوطن الآن وبعد ثلاث سنوات من انطلاقه ناجح محليا وإقليميا.
س5: من خلال تجربتك الإعلامية في الخليج كيف تقيّمين مستوى العمل الإعلامي هناك بمستوى الإعلام المرئي عندنا بالجزائر؟
ج5: أول ميزة هي التعددية الإعلامية التي تعني مساحة أكبر من الحرية السياسية والإعلامية التي يتمتع بها المجتمع الكويتي،،فهويشهد حراكا سياسيا كثيفا في علاقة البرلمان بالحكومة على الرغم من عدم وجود أحزاب معلنة،،الخصوصية الثانية وهي وجود قطاع خاص محلي ناشط جدا في كل المجلات بما فيها الاعلام التلفزيوني،،وهوما اعطى للبلد وجها اعلاميا مشرقا يزخر بحرية التعبير السياسي والثقافي رغم صغر مساحة البلد وقلة عدد سكانه،، أما نحن في الجزائر لم نصل بعد إلى ثقافة الإعلام الحر ضمن توافق المصالح العامة فيجب أن نسأل أنفسنا كمهنيين قبل ان نسأل السلطة هل نريد قنوات خاصة أم حرة مهنية ؟
س6: الكثير من الإعلاميين الجزائريين لم يكونوا بارزين في التلفزيون الجزائري ولكن ما ان ينتقلوا إلى قنوات أجنبية حتى تتفجر طاقتهم الإعلامية لدرجة أن الكثير منهم صاروا نجوما واسماؤهم مقرونة بالقنوات التي يشتغلون فيها، كيف تفسرين هذه الظاهرة؟
ج6: والعكس صحيح أيضا حيث كانت هناك اسماء ووجوه لامعة في التلزيون الجزائري وفور التحاقها بقنواة أخرى خفت صوتها وتلاشت صورتها لأسباب نعرفها وأخرى نجهلها، عن نجاح إعلاميينا بعيدا عن 21 شارع الشهداء مرهون بمهنية التلفزيونات المستقبلة لهم وتقديرها بكثير من الثقة والاحترام لإمكانات وكفاءة الإعلاميين الجزائريين ، لكن إلىتيمة كانت محتكرة من قبل عصبة عاثت فيها اقصاء وتهميشا وأقصد هنا العشرية السابقة حيث تم تشجيع الرداءة والانبطاح على حساب المهنية والمباديء والنزاهة
س7: حسب ما علمت تحتلين حاليا منصبا هاما في قناة الكويت، هل يمكن أن تعطينا تفاصيل اكثر عن عملك في هذا المنصب؟
ج7: أنا حاليا أشغل منصب سكريتيرة تحرير في قطاع الأخبار بتلفزيون الوطن وليس تلفزيون الكويت أي بمعنى نائبة رئيس التحرير في النشرات السياسية المحلية، على فكرة نعمل كفريق متكامل من مدير إلى رؤساء تحرير إلى محررين ومراسلين،ميزتنا أننا من جنسيات مختلفة وأغلبية كويتية لكن وسط العمل تذوب كل الفوارق،، نحن كأسرة تحت عباءة مديرنا الكاتب الصحفي ماجد العصفور الذي نعتبره مثالا في الأخلاق وفي مرونة التعامل والمهنية
س9: هل تتواصل وسيلة مع اعلاميين جزائريين في الخليج ومن من الاعلاميين الجزائريين القريب إلى وسيلة؟
ج9: بالطبع فيه تواصل بيني وبين بعض زملائي القدامى في دول الخليج وفي كل اصقاع العالم ولولا ذلك لتقطعت انفاسي في حرارة تتجاوز60٪ في عز فصل الصيف، نتواصل عبر كل الوسائل المتاحة فكريا واجتماعيا ومهنيا.
س10: على حد علمي أنت خريجة معهد علم الاجتماع، كيف تم انتقالك إلى الصحافة هل هو حب المهنة أم الظروف هي التي خلقت فيك هذا التحول ؟
ج10: أنا إعلامية بداخلي حتى قبل دخولي الجامعة التي درست فيها علم الاجتماع عن حب، تخرجت من جامعة عنابة بليسانس في علم اجتماع العمل وبالموازاة كنت ادرس بالمراسلة في جامعة ( ميراي ) بتولوز في فرنسا تخصصا في المرئى والمسموع على حسابي الخاص وكنت من حين لآخر أحضر محاضرات لمخرجين عالميين،، بعدها درست الماجستير بجامعة بوزريعة في تخصص علم الاجتماع الإعلامي،، ثم من قال بأن الصحفي الناجح بالضرورة يجب أن يكون خريج كلية الإعلام ولا داعي لأسوق لك قائمة بمشاهير الإعلاميين الذين لم يدخلوا كلية الاعلام،، إن الصحافة عموما تتبنى جميع التخصصات وقبل كل هذا موهبة واستعداد نفسي وعقلي وفطري. أما عن بداياتي في التلفزيون الجزائري فكانت في عهد التفتح الإعلامي وانتقال المشعل إلى جيل الشباب المبدع أمام أقرانه من الشباب العاشق للمهنة والمهنية
س11: ما الذي قدمه لك اختصاصك في علم الاجتماع وكيف ساعدك إعلاميا
ج11: التخصص تكرس عمليا في توجيهي إلى التغطيات والروبورتاجات الاجتماعية والثقافية وأن كان ذلك لم يمنع من تغطيتي لاحداث سياسية وحتى اقتصادية، علم الاجتماع اب لكل العلوم والتخصصات الإنسانية .
س12 : ما الذي يمكن أن تقدمه وسيلة للجزائر من خلال عملها كإعلامية في الخارج؟ ج12: اسمح لي هذا السوؤال غير دقيق، فالجزائر طويلة وعريضة وهي أكبر مني ومن غيري من الإعلاميين الجزائريين في الخارج، أما إن كنت تقصد المنظومة الإعلامية الجزائرية فأنا هنا أقول بأنني لست مؤهلة لأقدم النصح لأحد أنا مجرد إعلامية تعشق المهنة وتبحث عن الحرية واينما وجدتها ستكون وسيلة فيلإلى .
س13: هل تحن وسيلة فيلإلى للجزائر لأيامها في التلفزيون الجزائري ؟
ج13: أكذب علىك إن قلت لك لا أحن لكن في ذات الوقت عندما أشاهد اليتيمة وابناءها الثلاثة أو الأربعة لست أدري كم صاروا الآن فإني أحزن أكثر على ما مضى في التلفزيون الجزائري وكيف ضحى ابناؤه وقاوموا الإرهاب والظلامية لتكون صورة التلفزيون إليوم شاحبة واحادية في الطرح ورديئة في الصورة فكيف لا أحن إلى الفترة التي كنا نقدم فيها نموذجا مغاربيا وعربيا نحسد عليه.
س14: من من الوجوه الصحيفية الجزائرية داخل التلفزيون التي مازلت تتواصلين معها؟
ج14: اتواصل مع عادل سلاقجي الذي اعتبره أخي الصغير ومع محمد معلم الذي احترمه .
س15: ما هي أحسن ذكرى لك في مبنى شارع الشهداء ؟
ج15: أجمل ذكرى قدمها التلفزيون الجزائري هو زوجي مالك العلمي الذي تعرفت عليه هناك
س16:ما هي اسوأها؟
ج16: أسوأها كثيرة مرتبطة كلها بسقوط زملائي ضحايا للارهاب الغادر لكن أحزن الأحزان هو فقدان حبيبة روحي الزميلة الشهيدة رشيدة حمادي رحمة الله عليها
س17 كلمة أخيرة لمحبيك
ج17 : هل بعد كل هذا الغياب وهذه الغربة، هل بقى من يتذكرني؟