سيحتفل العالم بعد أيام بعامه الجديد، وسيدخل الأعراب معنا هذا العام الذي هو ليس لهم لينافسوا الآخرين في أشيائهم الخاصة، لدرجة أن أعرابنا قاموا بعرض شجرة ميلاد مزخرفة بالجواهر والحلي بقيمة 11 مليون دولار، فماذا لو احتفل أعرابنا بعيد ميلادهم وب هذه 11 مليون دولار في الصومال ولأطفال الصومال؟ ألن يكون احتفالا يذكره التاريخ والمحسنون في العالم لأصحابه؟ ولكن لأننا نسير بعقلية التخلّف، فإننا صرنا نحطم الأرقام القياسية في التفهات، مثل الرقم القياسي ل "غينيس" في أكبر صحن حمص عربي، والرقم القياسي في شجرة الميلاد، وغيرها من التفاهات. وليتنا حطمنا الرقم القياسي في الأموال التي نجمعها لأطفال الصومال، لكننا مع الأسف نحن أمة الصحون التي تذهب إلى البطون، وليس أمة الصحون الطائرة ولا الطائرت الأسرع من الصوت لنحطم بها الأرقام القياسية. وحتى الصحون والموائد لم يفلح فيها بعضنا، لدرجة أن إسرائيل أمام العالم كله أعلنت أن أكلة "التبولة" أكلة "يهودية". وبدلا من أن يضحك العرب من هذا الادعاء ويسفهوه ونترك الأمر يمر مرور الكرام، رحنا نبرهن لإسرائيل أن التبولة عربية شامية، فأنجزنا أكبر صحن تبولة في العالم، لنبرهن أنها عربية. وفي الوقت الذي انتهينا من التبولة التي أكلها العرب طبعا، كان الغرب ومعهم الصهاينة يضحكون ملء الأشداق على تصرفنا. لماذا مثلا لا يحاول العرب التسابق في رقم قياسي في صناعة مثلا أكبر عدد من الصواريخ النووية؟ بما أن إسرائيل تنافسهم على التبولة فنافسوها، ونافسنا الغرب حتى في شجرة ميلادهم التي زيناها ب 11 مليون دولار من المجوهرات. وفي الوقت الذي يخرج العالم من 2010 ليدخلوا 2011، فإن العرب يحتفلون بخروجهم من 2011 حتى قبل أن يدخلوا إليه، لأننا ما زلنا في القرون الوسطى.