تباينت آراء الجمهور الرياضي حول قرار الرابطة الوطنية القاضي بتعليق كل مباريات البطولة بكل مستوياتها لمدة شهر كامل، أي تقديم فترة الراحة، بسبب الاحتجاجات الأخيرة التي عرفتها مختلف المدن الجزائرية، حيث أيدت نسبة كبيرة هذا القرار نظرا لكون بعض المباريات المثيرة قد تسبب شرارة جديدة لاندلاع أحداث أخرى خاصة وأن الأوضاع ليست على ما يرام وبالتالي فإن السلطات اتخذت قرارا صائبا، ففي ظل الظروف التي تعيشها الشوارع فإن القرار صائب وفي صالح الممتلكات الخاصة والعامة وخاصة مع الشحنات السالبة التي نراها ومع الحماس الموجود داخل الملعب وأي تعثر قد تكون عواقبه وخيمة، وعلى صعيد آخر، فإن هذا التأجيل سيؤدي إلى تكديس المباريات في الأخير من أجل إنهاء البطولة في وقتها المحدد دون مراعاة ظروف الأندية واللاعبين. وترى فئة أخرى أن الرابطة كانت قادرة على استئناف البطولة نظرا لكون مرحلة الذهاب لم يتبق منها سوى مبارتين فقط وكان بإمكانها أيضا برمجتها كلها دون جمهور بالإضافة إلى ذلك فإن التعليق لمدة شهر مبالغ فيه، حيث أن أسبوع أوعشرة أيام كافية، ومن جهة أخرى فإن القرار قد يضر الأندية التي لديها لاعبين في المنتخب الأولمبي، على غرار الوفاق والكناري وبجاية، والذي سيدخل في غمار البطولة الإفريقية في الرابع من شهر فيفري القادم وبالتالي فإن هذه الأندية ستطالب بتأجيل مبارياتها خاصة وأنها كلها تلعب على اللقب وتكتسي النقاط أهمية كبيرة بالنسبة لها وهذا ما قد ينجر عنه بعض الخلل في البرمجة لا سيما وأن بداية المرحلة الثانية ستكون بعد ذلك مباشرة. قرار الرابطة يسمح للأندية بإعادة تنظيم صفوفها وبخصوص إمكانية تأثير توقف البطولة على درجة استعداد الأندية، فإن هذه الفترة يمكن أن تستغلها هذه الأخيرة لإجراء مباريات ودية وهي أيضا أحسن فرصة لبرمجة تربصاتها باعتبار أن مدة شهر كافية لتطبيقه كما ينبغي وبالتالي فإن هذا التوقف لن ينعكس سلبا على جاهزية اللاعبين ولياقتهم، وأكثر من ذلك فإن القرار جاء في وقته بالنسبة لبعض الأندية من أجل إعادة ترتيب أوراقها كما أن اللاعبين الذين ينشطون ضمن المنتخب الوطني يمكنهم استرجاع أنفاسهم تحسبا للمشاركة في المباريات الودية القادمة وكذلك إقصائيات كأس إفريقيا لا سيما مباراة المنتخب المغربي ونخض بالذكر لاعبي وفاق سطيف وشبيبة بجاية بالدرجة الأولى. وبصفة عامة فإن التأثير سيكون حسب ظروف كل فريق لكن تواجد الجميع على أبواب فترة راحة بين المرحلتين وبالتالي تسبيق الفترة لن يكون له عواقب سلبية كبيرة وإنما بالعكس فهو يسمح لمختلف الفرق بإعادة شحن البطاريات لمرحلة العودة وكذا إعطاء الوقت الكافي للتحضير الأندية التي تلعب مختلف المنافسات القارية ، غير أنه بعد تسبيق مرحلة الراحة فمن المنتظر أن تكون المرحلة الثانية طويلة وشاقة خاصة في الجولات الأخيرة. الرابطة تقطع أمل المنحرفين في استغلال المباريات لمواصلة اعتداءاتهم الرابطة الوطنية لا يمكنها إهمال كل ما يحدث خاصة وأن هدفها الرئيسي هو حماية اللاعب والمناصر وغيرهم بالدرجة الأولى ثم النظر إلى المنافسة والبطولة، وهي تدرك جيدا أن استئناف المباريات يمكن أن يعيد الجراح لأنها الميدان الوحيد الذي يمارس فيه أشباه الأنصار مهنهم القذرة كما أن المنحرفون سيجدون فيها فرصة مواتية للاعتداء على الأبرياء، لكن الأمر الأهم هو أن مسؤولي الرابطة مطالبون الآن بدراسة متأنية للبرنامج الجديد وأخذ عامل الوقت والمنافسات القارية بعين الاعتبار تفاديا لاحتجاجات الأندية التي تشارك فيها. هذا وقد قررت الرابطة الوطنية إنهاء مرحلة الذهاب من البطولة قبل موعدها المحدد، حيث بدأت فترة الراحة يوم أمس وتستمر إلى غاية العاشر من شهر فيفري القادم في ما ستلعب مباريات الجولتين ال 15 وال 15 بعدها مباشرة، حيث أخذت هيأة مشرارة الأحداث الأخيرة بعين الإعتبار وفضلت تأجيل المباريات إلى غاية عودة الهدوء.