عرفت التجارة الفوضوية تطورا سريعا وملحوظا في الآونة الأخيرة أمام صمت السلطات الولائية، من خلال الانتشار الواسع للشاحنات والمركبات المغطاة للخضر والفواكه، حيث تحولت أرصفت الطريق السريع الرابط بين الخروبوقسنطينة إلى أسواق فوضوية عرض فيها التجار "الكلانستان" مادة اللحم على الطاولات معرضين بذلك صحة المستهلك للخطر. تتكرر اللقاءات الداخلية المغلقة بالمجلس الشعبي لبلدية قسنطينة بين "مير" قسنطينة ومسؤولي الولاية، من أجل الخروج من الوضع الكارثي التي وصلت إليه عاصمة الشرق بسبب الفوضى واللاتنظيم والحركات الاحتجاجية التي يشنها التجار الشرعيين بعد الانتشار للتجارة الفوضوية تحولت فيها عاصمة الشرق إلى قمامة.. اللقاء حسب عبد الحميد شيبان رئيس المجلس الشعبي البلدي ضم مدير أمن ولاية قسنطينة ومدير التجارة واتحاد التجار وممثلي تجار وسط المدينة والذي تمحور حول إيجاد الحلول الناجعة التي من شأنها القضاء على التجارة الفوضوية، وهي على حد قوله الظاهرة السلبية والمشوهة، الشيء الذي أدى إلى استياء وثورة التجار الشرعيين المتواجدين بشارع 19 جوان 1962 المعروف بشارع فرنسا، خاصة وقد كلفتهم التجارة الموازية بهده المنطقة خسائر كبيرة طيلة ثلاثة أشهر من تواجدهم بعد التعليمة التي وجهتها السلطات العليا للولاة بعد التعرض للشباب تفاديا لحدوث احتجاجات أوثورات مثلما يحدث في الساحة العربية.. وتجدر الإشارة أن عدد التجار الفوضويين يفوق عددهم 300 تاجر بوسط المدينة وحدها، وتزداد هذه الظاهرة توسعا يومي بعد يوم، حيث بلغت حد التمركز بالطريق الوطني الرابط بين قسنطينةوالخروب وبالضبط في حي سيساوي، أين وضع التجار الكلاندستان سلعهم على الأرصفة مما خلق فوضى عارمة في الطريق السريع بعدما ركن أصحاب المركبات سياراتهم في الطريق، ولم تقتصر التجارة في هذا الطريق على الفاكهة فحسب، بل شملت اللحم على الطاولات، معرضين بذلك صحة المستهلك لللخطر. وتوصل المجتمعون في اللقاء المغلق إلى حل استعجالي وهو إنشاء أسواق جديدة يومية وأسبوعية، وحددت الأمكنة لإنجاز ثلاثة أسواق كمرحلة أولى بكل من حي المنشار وحي زواغي ومقر حظيرة السيارات الواقعة بمدخل حديقة التسلية جبل الوحش، على أن يكون تاريخ افتتاح هده ألأسواق في ظرف 15 يوم، كما حددت البلدية تسعيرة المربعات في هذه الأسواق بمبلغ رمزي لا يتعدى 100 دينار في اليوم ابتداءً من الساعة السابعة صباحا إلى غاية الثانية بعد الزوال، وهوالقرار الذي سبق وأن اتخذه مير قسنطينة في دورة استثنائية مؤخرا، إضافة إلى دلك قرر المجلس الشعبي البلدي بالتعاون مع القطاعات المذكورة آنفا إنشاء أسواق تكون على شاكلة سوق "الرتاج" الواقع بالمدينةالجديدة علي منجلي وهوتابع للخواص، وتتكفل بهذه الأخيرة الوكالة العقارية لولاية قسنطينة، وقد تم اختيار ثلاث أرضيات منها زواغي، بوصوف، فضلا عن تقديم كل التسهيلات للتجار، لاسيما من الجانب الأمني.