أعلنت قطر عن ترشيح الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي السابق، عبد الرحمن بن حمد العطية، أمينا عاما للجامعة العربية خلفا لعمرو موسى الذى أعلن عدم ترشيح نفسه لفترة قادمة، وتنتهى فترته الحالية فى 15 ماي القادم.وذلك استعدادا لدخوله المعترك الانتخابي في الرئاسيات المصرية القادمة. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية عن دبلوماسي عربي قالت انه طلب عدم الكشف عن إسمه "إن قطر قررت الدفع بمرشح لها لهذا المنصب نظرا لما تمر به الأمة العربية من تطورات سريعة ومتلاحقة تستدعى إيجاد فكر جديد لإدارة الجامعة العربية وعملها خاصة وأن مرشحها له تجربة كبيرة فى إدارة دفة الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي الذى يشكل مجموعة هامة فى العمل العربي المشترك. وأضاف المصدر ذاته أن هناك مؤشرات بأن قطر ستقترح على قادة الدول العربية قبل قمة بغداد أن يتم تدوير منصب الأمين العام للجامعة وهو المطلب الذي سبق وأن بادرت به الجزائر في قمة الجزائر، إلى جانب اقتراحها اعتماد التصويت بالأغلبية بدل الإجماع، ما وضعها في مواجهة دبلوماسية مع القاهرة، رغم أنها لم ترشح أي شخصية جزائرية لشغل المنصب اذ اعلن مراد مدلسي منذ ايام دعم الجزائر لمرشح مصر وترى قطر ان هذا سيعطي العمل العربي المشترك فعالية وديناميكية وضمان المشاركة الفعلية لكافة الدول العربية. يذكر أن العرف جرى منذ تأسيس جامعة الدول العربية على تولي شخصيات مصرية فقط لهذا المنصب نظرا لما يحسب لمصر من دور قيادي وقومي ومكانتها العربية الاسلامية والدولية على الرغم من أن ميثاق الجامعة العربية،لايتضمن نصا صريحا يسند منصب الامين العام للجامعة الى شخصية مصرية. وتعتبر هذه التطورات سابقة في تاريخ الجامعة العربية، حيث لم يخرج هذا المنصب من مصر إلا عندما تم نقل مقر الجامعة العربية الى تونسما بين 1979 و1990، حيث أسند وقتها الى التونسي الشاذلي القليبي، وعندما أعيدت الجامعة الى مصر في 20 سبتمبر 1990 تم اختيار المصري الدكتور عصمت عبد المجيد في ماي 1991 أمينا عاما. وذكرت مصادر أخرى، أن المرشح القطري، عبد الرحمن العطية، ضمن نجاحه لهذا المنصب بصورة مؤكدة، بعدما ضمن أصوات 18 دولة عضوا أصل 22 دولة عضو في جامعة الدول العربية، بينما لم تبين الدول الأربع الباقية موقفا محددا بسبب ظروفها الخاصة، مثل الصومال واليمن وليبيا. وذكرت "الأهرام"، أمس، عما وصفته مصادر دبلوماسية مصرية رفيعة المستوى أن مصر تبدي اهتماما كبيرا باستمرار شغلها لمنصب الأمين العام للجامعه العربية، فيما أكدت أنها لم ولن تتنازل عنه، حتى لو تم ترشيح أحد من دولة أخرى لشغل هذا المنصب. تجدر الإشارة إلى أن العطية من مواليد 15 أفريل 1950 انتهت فترة عمله أمينا عاما لمجلس التعاون الخليجي وتم تعيين البحريني عبد اللطيف الزياني بدلا منه من طرف قادة دول المجلس خلال اجتماعهم الأخير في أبو ظبي الجمعة الماضية. والسؤال الذي يطرحه الكثير من المحللين المتابعين والمثقفين والسياسيين بل ومن الشعوب ليس هو الإصرار المصري، ولكن هو لماذا هذا العزوف العربي عن تدوير منصب الامين العام للجامعة العربية في ظل وجود الكفاءات ومن اعلى طراز في المنطقة بل وفي هذا الوقت الذي ينادى فيه بالتغيير في الكثر من البلاد العربية.