قالت مصادر بنكية عليمة إن سعر صرف العملة الأوروبية الموحدة بلغ مستويات قياسية غير مسبوقة، إن على مستوى البنوك والمصارف الرسمية أو على مستوى الأسواق السوداء للصرف، حيث يبلغ سعر صرف 1 أورو في البنوك 106 دج، بينما كسر سقف 1500 دج ل 100 أوروفي السواق الموازية. وعزت مصادرنا هذا الالتهاب غير المسبوق لسعر الاورو إلى إقبال كبار "بارونات" السوق السوداء إلى شراء كل المعروض المتاح بهدف الاحتكار والمضاربة لاحقا، في وقت ارتفع فيه الطلب بنسبة 300 بالمائة وقلت تحويلات المهاجرين وشن مصالح الأمن حملات مداهمة واسعة لاستئصال هذه الأسواق. وقالت مصادرنا إن الأسواق الموازية للعملة الصعبة تعيش حاليا وضعا غير مسبوقا من حيث قلة الموارد بسبب إقبال كبار تجار العملة ومنذ النصف الثاني من شهر مارس الماضي على شراء كل المعروض، مما جعل السوق خاوية على عروشها إلا من قلة قليلة انتهزت الفرصة لتحويله بمستويات عالية كسرت، أمس، حاجز 15 ألف دج ل 100 أورو. وقالت مصادرنا إن هناك 3 أصناف من الطلب؛ الصنف الأول وهي فئة اجتماعية ضيقة تشتري كميات من الاورو لاقتناء الأدوية وبعض المنتجات غير المتوافرة في السوق المحلي من الخارج، وفئة ثانية تعمد إلى شراء كميات من العملة الصعبة تحسبا لموسم الحج والعمرة، وفئة ثالثة وهي فئة قوية مشكّلة من كبار المتاجرين بالعملات الصعبة تقوم بالاستحواذ على معروض السوق تدريجيا بغرض الاحتكار والمضاربة لاحقا. وقالت ذات المصادر إن السوق التحقت به فئة رابعة مشكلة من المتعاملين الاقتصاديين الذين ولوا وجوههم شطر الأسواق الموازية للعملات الصعبة بسبب الإجراءات التي اتخذها الحكومة منذ أوت 2009، والتي أقرت القرض المستندي كوسيلة وحيدة لتمويل الواردات، وهي فئة ما فتئت تتسع تدريجيا. وأكدت مصادر مطلعة على أوضاع بورصة "السكوار" في العاصمة، أن مصالح الأمن شنت منذ وقت قريب حملات مداهمة لاستئصال هذه الأسواق، على غرار المداهمات الفجائية التي طالت العديد من نقاط البيع في المدن الكبرى والنقاط الحدودية، لكن هذا المسعى بحسب العديد من التنظيمات النقابية والهيئات المالية لن تجدي نفعا، حيث أكدت انه سبق لها أن رفعت مقترحا لتقنيي الأسواق الفوضوية للعملات الصعبة لتكون تحت مظلة وزارة التجارة التي لم ترد على مقترح المركزية النقابية حتى اليوم في هذا الشأن. وعلى النقيض من الاورو، بقي سعر صرف الورقة الخضراء مستقرا عند حدود 9600 دج ل 100 دولار، لكن مصادر مقربة من الأسواق الموازية ترجح أن يرتفع سعر الدولار بدوره إلى ما فوق 10 آلاف دج ل 100 دولار، في ظل النقص الفادح للمعروض من الاورو وباقي العملات الأخرى. من جانب آخر، تفسر مصادر بنكية أخرى إقبال كبار التجار على شراء العملة الصعبة، ينطلق من اعتبارات كثيرة أهمها إطلاق الورقة المالية الجديدة من فئة 2000 دج، في وقت كان وزير المالية كريم جودي قد حذر في وقت سابق من مغبة ارتفاع نسبة التضخم عقب إقرار الزيادات في الأجور. وحسب ذات المصادر، فإن المتاجرين الكبار في العملة يخشون من انهيار قيمة الدينار، الأمر الذي دفع بهم إلى الاستحواذ على العملات الصعبة المتوفرة في السوق ريثما ينجلي لهم الوضع عقب بداية العمل بالورقة المالية الجديدة.