أكد، أمس، المترشح الحر للرئاسيات "محمد السعيد" بأنه لم يتفاجأ بنسب الاقتراع، مجددا الذكر بأن الانتخاب والترتيب لا يعنيه بالقدر الذي يهمه المضي قدما في مشروعه الأساسي وهو التعريف بحزبه الذي ينتظر اعتماد وزارة الداخلية لكنه أوضح بأن النتائج التي تحصل عليها لا تتفق مع حجم القبول والتجاوب الذي لامسه أثناء حملته الانتخابية، كما أعرب عن تمنياته الخالصة بالتوفيق للرئيس المنتخب بنسبة "عالية". وقال محمد السعيد في تصريح أدلى به للصحافة بمقر مداومته عقب إعلان النتائج بأن أهدافه تحققت مئة بالمئة وهو لم يتفاجأ بالنتائج، لأن كل المؤشرات كانت لصالح بوتفليقة "أنا شخصيا كنت متوقعا لهذه النسب ليس فقط على المستوى الشخصي بل فيما يخص المترشحين الخمسة، فكل المؤشرات والعوامل كانت لصالح الرئيس المترشح... ولكن كنت أتمنى أن يكون الأمر بطريقة ذكية فالبلاد بحاجة إلى إقناع الشعب بقيادته وإذا كانت هذه النتيجة تعكس قناعة الشعب فنحن معها". وعبّر محمد السعيد عن ارتياحه التام للنتائج التي حصل عليه رغم أنها بدت -في نظره- لاتعكس "حجم الوعاء الانتخابي الذي حصل عليه لأنه دخل إلى "المعركة من أجل التأسيس لمشروع حزب عمل على التعريف به" وقال إن أهدافه "تحققت مئة بالمئة". ولكن في كل هذا قال إنه "يتألم" للتشويه الذي حصل نتيجة تصرفات بعض الفاعلين في الساحة السياسية الذين أساءوا إلى "الرئيس من دون علمه" وقال "أنا على ثقة من أنه لو كان "علم" بالتجاوزات التي كانت تحصل من تحيز الإدارة لما سمح بها فما حدث أن بعض القوى السياسية انزلقت إلى ممارسات أفرغت المفهوم الحزبي من محتواه وأفقدته مقاييس الشفافية". وأوضح أنه ليس نادما على خوض تجربة الرئاسيات لأنها مكنتني من اكتشاف القدرات التي يتمتع بها المحيطون بي فيما يخص التجنيد والتنظيم وكل عمل سياسي لديه حدأدنى من المخاطرة يجب الأخذ به وقال بأن الحملة الانتخابية أفادته كثيرا في بناء الحزب وعرفته بوجوه جديدة تمكنت بعدها من تصحيح معلوماته عن الكثير من الأمور. وقال أيضا بأن ورود اسمه في ذيل الترتيب لا يعنيه على الإطلاق لأن الفروقات التي سجلت هي أجزاء "عُشرية" فلا فرق بين من حصل على واحد أو أربعة بالمئة، فالكل في ذيل الترتيب. وأكد بأن العامل السيئ في هذه الحملة هو مع الأسف الأحزاب السياسية التي تولت عملية التغليط والدولة لم تكن بحاجة إلى مثل هذه التجاوزات وكان الرئيس سيفوز بنسبة حقيقية. وبخصوص ما صرح به رئيس اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات عن عدم وجود طعون "ينظر فيها" أكد محمد السعيد بأن هذه الأخيرة حولت إليها طعون بصفة نظامية مدونة ومسجلة، مشيرا في ذات السياق إلى أن تنصيب اللجنة وعملها من "الأساس" كان لديه الكثير من "التحفظات" والمآخذ عليه. وعن خطواته القادمة أكد محمد السعيد بأنه سيعمل في إطار الدستور والقانون لإنهاء الإجراءات الإدارية الخاصة بمشروعه الحزبي وقال بأن قيادة الحزب ستقوم بتحليل موضوعي تتبعه عملية إيداع الملف وبعد انقضاء المدة القانونية "شهرين" سننتظر ما تسفر عنه الأمور. وعلى صعيد آخر، أعرب محمد السعيد عن تمنياته الخالصة للرئيس المنتخب "بهذه النسبة العالية" بأن تساعده الظروف ليحقق وعوده "بحكم أني من دعاة دولة الحق والقانون فمن أوجب الواجبات أني أتمنى له التوفيق فيما يخص المشاكل الخطيرة التي لا تزال عالقة في البلاد". وقال إنه يتمنى من كل الوطنيين في هذه البلاد أن يساعدوه على أن يتولى هو شخصيا تدارك العجز الحاصل في عدة مستويات خصوصا في مجال الحريات ويفتح المجال السياسي لوجوه جديدة قادرة على التعامل إيجابيا مع تحديات العولمة وإخراج البلاد من دائرة اليأس وأتمنى أيضا أن يضع أو يشرف على عملية الانتقاد السلمي للسلطة من جيل نوفمبر إلى جيل الاستقلال، فالساحة السياسية في رأيه فاقدة لنوع من التفكير الانتقادي.