خرج الإعلاميون هذه المرة عن صمتهم مطالبين بإرجاع الكرامة لهم ورد الاعتبار، والمطالب التي رفعها بعض الشرفاء تعد خطوة إيجابية لولا أن الكرامة التي صارت شعارا يرفعه ما بقي من أحرار الإعلام أسقطها "الشياتين" بدرجة إعلاميين، فلم تكن الكرامة لتهدر لو لم يكن بيننا أولئك "المنافقون" الذين كسرت أيديهم عن الكتابة فوجدوا في الوشاية بالزملاء في قاعة التحرير وشهادة الزور مهنة لهم يأخذون عليها أجرا وترفع لهم المقام. والملاحظ أن ممارسي هاته الأفعال المخلة بالكرامة، أغلبهم ينحدرون من مناطق يصدق فيها قول "الأعراب أشد كفرا ونفاقا"، وللأسف الشديد فإنه يوجد بيننا من أهدر كرامتنا كإعلاميين ومارسوا "الشيتة" وأبدعوا فيها وبيع الذمم والوشاية بالزملاء في قاعات التحرير على أعلى مستوى، حالات كثيرة من الطرد التعسفي في مجال الإعلام كان سببها أمثال هؤلاء الذين جبلوا على لعق الأحذية بعدما عجزوا عن حمل القلم بطريقة صحيحة، وشخصيا أعرف حتى بعض المحسوبين على الإعلام قدموا هدايا من أجل فقط أن يكونوا في خدمة فلان وعلان، يعني مجرد "شيات"، وما أغرب حين تقدم هدية من أجل أن يقبلوك في صف الشياتين، وأعرف حتى أحد الكائنات الإعلامية الذي يشتغل صحفيا بدرجة قهواجي، لأنه يأتي بالقهوة في كل صباح لمدير النشر ويقدم له التقرير في حق الصحفيين، وربما كان على الشرفاء من أهل المهنة إعداد قائمة سوداء لأمثال هؤلاء، وبعدها يرفعون عرائض مطالبهم المشروعة، لذا فإن أول من أهدر كرامة الإعلاميين هم أناس محسوبين على الصحافة، قبل أن تهدر من جهات أخرى.