قررت محكمة في بلغراد أن حالة جنرال صرب البوسنة السابق راتكوملاديتش الصحية -الذي اعتقل يوم الخميس بعد فرار دام نحو16عاما- تسمح بمثوله أمام محكمة لاهاي بتهم ارتكاب جرائم إبادة جماعية في البوسنة، خلافا لمزاعم نجله الذي قال إن الحالة الصحية لوالده لا تسمح بذلك. وقالت القاضية مايا كوفاسفيتش إن الفريق الطبي قرر أن حالة ملاديتش (69 عاما) الصحية تسمح بالمضي قدما في إجراءات محاكمته، مضيفة أن "محامي ملاديتش تسلم أوراق تسليمه لمحكمة لاهاي وأمامه حتى الإثنين القادم للاستئناف". وأكد برونوفيكاريتش نائب المدعي العام لمحكمة جرائم الحرب في بلغراد، أن ملاديتش كان في حالة صحية جيدة لدى استجوابه الجمعة. أما ميلوس سالييتش محامي ملاديتش فقال إنه سيستأنف ضد القرار يوم الاثنين القادم، وأصر على أنه لا يمكن تسليم موكله إلى محكمة لاهاي قبل أن تستقر حالته الصحية. ورحب مسؤولون أوروبيون بالقبض على الجنرال الصربي السابق باعتباره علامة فارقة على طريق انضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي. حيث قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إنها تتوقع تسليم ملاديتش للمحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة في لاهاي في غضون ما بين تسعة وعشرة أيام. وطالبت روسيا -التي عارضت بقوة حملة القصف التي شنها حلف شمال الأطلسي على صربيا في عام 1999 واتهمت الغرب في الماضي بالتحيز ضد صرب البوسنة- بمحاكمة عادلة لملاديتش. من جهتها قالت كرواتيا إنها ترغب في إدراج ما فعله ملاديتش عام 1991 في لائحة الاتهام الموجهة ضده هناك، حيث كان ضابطا كبيرا في الجيش في جنوب كرواتيا في ذلك الوقت وقد اتهم بارتكاب جرائم ضد مدنيين في قرى وبلدات كرواتية. وبحسب مصادر إعلامية، فان من أبرز التهم الموجهة إلى ملاديتش تدبيره مذبحة سربرنيتشا التي قتل فيها أكثر من ثمانية آلاف رجل وفتى مسلم داخل جيب كان يتمتع بحماية الأممالمتحدة، ويواجه ملاديتش تهما بارتكاب جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية خلال حرب البوسنة (1992-1995). ونقلت مصادر إعلامية، عن ثلاثة ضباط استخبارات شاركوا في اعتقال ملاديتش أنه تم توقيفه خلال عملية تفتيش روتينية من قبل قوة كانت تستقل أربع سيارات جيب بيض عندما كان يستعد للخروج في جولة قبل الفجر. وأفاد الضباط بأن تقارير الاستخبارات لم تكن تؤكد وجوده بمنزل أقاربه في قرية لازاريفو الواقعة على بعد خمسين كيلومترا شمال بلغراد على مقربة من الحدود مع رومانيا، حيث قاموا بتفتيش أربعة منازل أخرى. وفقا للمصادر ذاتها .