اعتقال مجرم الحرب الصربي ملاديتش بعد 15 سنة من الفرار من المقرر أن يمثل السفاح راتكو ملاديتش القائد السابق لقوات صرب البوسنة أمام محكمة لاهاي بتهم ارتكاب جرائم إبادة جماعية في البوسنة, وذلك اثر اعتقاله أول أمس في صربيا بعد15 عاما من الهرب مع توقع مسؤولين أوروبيين أن يتم تسليمه قريبا. وفي هذا السياق نقلت إذاعة "بي 92" الصربية عن نائب المدعي العام برونو فيكاريش قوله أنه سيجري تسليم ملاديتش لمحكمة لاهاي خلال أسبوع على أبعد حد، مضيفاً أن التسليم يجب أن يحصل وفقاً للقوانين. وأضاف أن المتهم لم يتقدم بأي طلب خاصة بعد اعتقاله، وهو تحت مراقبة طبية مستمرة ويحرص قاضي التحقيق على عدم اضطراب صحة ملاديتش. وقال فيكاريش أن "قاضي التحقيق يظهر بوضوح أنه يريد احترام حقوقه "ملاديتش" وقد أوقف التحقيق معه الليلة قبل الماضية قبل أن يستأنف ذلك أمس الجمعة ''لأنه كان عليه أن يأخذ دواءه في وقت محدد". أزال اعتقال راتكو ملاديتش القائد العسكري السابق لصرب البوسنة، عائقا كبيرا من أمام انضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي الأمر الذي قد يمنحها وضع مرشح على أن تتم تسوية القضية الشائكة في علاقاتها مع كوسوفو لكي تصبح الطريق ممهدة، حيث أعرب الرئيس الصربي بوريس تاديتش بهذا الصدد عن اقتناعه بأن ذلك "فتح الباب أمام وضع مرشح ومفاوضات وأخيرا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي". وأضاف أنه لم يعد أحد في العالم يشكك في "كون صربيا تتعاون كليا مع محكمة لاهاي"، واعدا بأن تبذل بلاده "كل الجهود لإنهاء هذا العمل باعتقالها غوران هاجيتش" الزعيم السابق لصرب كرواتيا الذي ما زال فارا من وجه العدالة. وقد رحّبت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون خلال لقائها بالرئيس الصربي بوريس تاديتش في بلغراد أمس الأول باعتقال ملاديتش وقالت إنه "يوم مهم والأنشطة التقنية لاندماج صربيا بالاتحاد الأوروبي سيتواصل". واعتبرت أن عملية الاعتقال ستوفر قوة زخم جديدة لعملية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي. وفي ذات السياق اعتبر وزير الخارجية البوسني سيفن الكالاج أن اعتقال ملاديتش '' مهما للغاية للمصالحة في منطقة البلقان''. وكان الرئيس الصربي قد أعلن أول أمس عن اعتقال الجنرال ملاديتش، المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية حول يوغسلافيا السابقة بتهم ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية خلال حرب البوسنة بين 1992 و1995. ورحّب زعماء ومسؤولون بالاعتقال بينهم الرئيس الأميركي باراك أوباما، ومسؤولون في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو". وأعربت روسيا أمس عن أملها في أن يلقى ملاديتش محاكمة عادلة وبعيدة عن أي انحياز.