كشف السيد عبيدات عبد الكريم رئيس المجلس الوطني لرعاية الشباب على خطر تنامي ظاهرة التدخين بالمجتمع الجزائري والتي لم ترحم لا صغيرا ولا كبيرا، الأمر الذي دق بشأنه المختصون ناقوس الخطر وهذا خلال الندوة الوطنية التي انعقدت بالجزائر العاصمة في إطار احياء اليوم العالمي لمكافحة التدخين، حيث حمل هذا اليوم شعار "معا من أجل يوم عالمي من دون تدخين". أكد عبيدات عبد الكريم على أن خمسة ملايين شخص في العالم يموتون جراء ظاهرة التدخين، وهو ما يبرز الآثار الناجمة عن ظاهرة التدخين المباشر وحتى التدخين السلبي الناجم عن استنشاق المواطن للدخان المنبعث من السجائر بالأماكن العمومية والذي لا يقل خطورة عن تناولها بل إن خطورة الاستنشاق تضاعف من المرض والأعراض السرطانية القاتلة التي لا يقتصر خطر الإصابة بها عند الرجال، بل حتى لدى العنصر النسوي الذي أصبحت شريكة له على اعتبار أن هذه الظاهرة لم تصبح حكرا على الرجال، بل تعدتها لتطال فئة النساء اللواتي يقاسمن اليوم الرجل علب سجائره جاهلين الأمراض الفتاكة التي تتولد عن التدخين، حيث أوضح رئيس المجلس الوطني لرعاية الشباب الجزائري بلغة الأرقام على أن الجزائر تسجل سنويا وفاة ما يعادل 15 ألف مدخن، وهو ما يعادل وفاة 40 ضحية في اليوم نتيجة الإصابة بالأورام السرطانية الخبيثة والتي تتولد عن تعاطي السجائر ويزداد الأمر خطورة حسب ما صرح به رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بمستشفى مصطفى باشا إلى توسع دائرة الأمراض التي تجاوزت الإصابات بالسرطانات القاتلة إلى امراض القلب، حيث يتعرض المدخن إلى الذبحة الصدرية والسكتة القلبية المفاجئة المؤدية إلى الوفاة، على غرار مرض السكري والضغط الشرياني وفقدان البصر وحتى الإعاقة، مما يدفع بالهيئات المعنية والمختصة إلى البحث عن مخطط وقائي كفيل للحد من الظاهرة في ظل تعرض أشخاص آخرين لمخاطر السجائر، لا سيما منهم فئة الأطفال، حيث لم يخف الطاقم الطبي لمصلحة الأمراض المعدية لمستشفى مصطفى باشا توافد أعداد كبيرة للمرضى من فئة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة تعرضوا لأمراض تنفسية حادة ناجمة عن ظاهرة التدخين بالأماكن العمومية، فحتى داخل البيت العائلي لم يسلم الأطفال من دخان السجائر على غرار الهياكل التربوية والمعاهد والجامعات، حيث أشارت بعض الهيئات الرسمية المقربة عن تسجيل 30 بالمائة من العدد الإجمالي للمدخنين هم من تلاميذ المدارس ومن الفئتين الذكور والإناث، مما يبين خطورة الأمر الراهن. وقد طفت على سطح المجتمع الجزائر حسب عبيدات عبد الكريم ظاهرة تعاطي الشيشة، الرنجيلة أو الأرقيلة في أواسط الشباب والشابات الجزائريات والتي لا تقل خطورة عن السجائر، حيث أن تدخين كمية صغيرة من الشيشة يعادل 3 علب من السجائر وتؤدي لنفس الأمراض الناجمة عن التدخين الكلاسيكي بل تعد أكثر خطورة حسب تعليقات بعض المصادر الطبية، كونها تتسبب في عدوى الأمراض المتنقلة عن طريق التنفس والفم مثل مرض السل والتهاب الكبد الفيروسي وداء فقدان المناعة الذي ينتقل عن طريق اللعاب جراء الجهاز المستعمل لتعاطي "الأرقيلة" والذي عادة ما يكون مشتركا بين عدد من الأشخاص، وأوضح رئيس المجلس الوطني لرعاية الشباب وجود 25 نوعا مرضيا و85 بالمائة من هذه الأمراض تصيب الجهاز التنفسي و30 بالمائة القلب والشرايين، كما تتسبب في 8 أنواع من السرطان 60 بالمائة هو سرطان الرئة القاتل، على غرار خطر الإصابة بالسكة القلبية المفاجئة، مرض السكري وضغط الدم وغيرها. هذا، وأشار ذات المتحدث إلى أن المجلس الوطني لرعاية الشباب سيعمل بالتنسيق مع جهات حكومية وقضائية على تطبيق مدونة قضائية وإدخالها حيز التنفيذ تقضي بتغريم المدخن بالأماكن العمومية واعتبارها إخلالا بالنظام العام وقد تتعدى العقوبة من غرامات مالية إلى الحبس وهذا في إطار حماية المواطنين ووضع حد للتدخين بالأماكن العمومية ومجارات الدول المتطورة.