حذر مدير التسويق في شركة "سوبا لوكس" المتخصصة في إنتاج المواد شبه الصيدلانية والعطور والمطهرات السيد "خالدي.ب" من مغبة استخدام كريمات ومزيلات شعر ومستحضرات حماية البشرة مقلدة يروجها باعة الرصيف منذ مطلع الضيف الجاري في العديد من الأسواق الفوضوية والنظامية، مؤكدا أن هذه المواد مجهولة المصدر وتستخدم مواد محظورة عالميا مستوردة من أسواق أسيوية وافريقية تحمل في الغالب ملصقات الماركات العالمية. وقال خالدي في تصريح ل "الأمة العربية" أن السوق العطور وأمصال معالجة الشعر ومواد التجميل حاليا تعيش فوضى عارمة في غياب الرقابة والردع موضحا أن عشرات المنتجات التي تصنعها شركته تعرضت للتقليد والقرصنة من طرف شركات " وهمية " الأمر الذي اثر وبشكل كبير على سمعة الشركة في السوق الاستهلاكية. ع.داود وقال محدثنا إن وزارة التجارة مطالبة، وبشكل مستعجل، التدخل العاجل لتطهير السوق من هؤلاء التجار الذين "يروجون لأمراض خطيرة"، مؤكدا أن شركته رفعت عشرات الدعاوي القضائية "ضد مجهول" منذ سنة 2003 بعد تعرض عشرات المنتجات التي تصنعها محليا للقرصنة والتقليد، لكن هذه الدعاوي القضائية ظلت ولحد اليوم دون متابعة أو رد، ما يكشف أن مصالح وزارة التجارة التي كان من المفروض ان تتدخل سريعا للتحقيق في هذه القضايا ما تزال متقاعسة ومتهاونة، الأمر الذي حفز شبكات التقليد والقرصنة لتكثيف نشاطاتها على أكثر من صعيد، وليس في قطاع مواد التجميل والعطور فحسب. وأضاف ذات المسؤول الذي يتولى قسم التسويق والمبيعات في شركة "سوبالوكس" منذ حوالي سنة أن المتعاملين الاقتصاديين، وخص بالذكر المصنعين المحليين للعطور والمواد شبه الصيدلانية ومواد التجميل والتطهير وكذا فئة المستوردين النظاميين، مطالبين بالتكتل كقوة وتكتل واحد من أجل التصدي والوقوف ضد تيار القرصنة والتقليد الذي اشتد خلال السنوات الأخيرة بشكل غير مسبوق. وقال محدثنا إن السوق اليوم، سواء النظامية منها أو الفوضوية، مغرقة بأطنان من المنتجات المقلدة، والأخطر أن هذه المواد ذات الاستخدام الإنساني خطيرة وتسبب أمراضا جلدية وتنفسية مزمنة، وقد كشفت تحاليل أجريت في وقت سابق على عينات انتقيت من السوق أن هذه المواد المقلدة على ماركات عالمية وتحمل تنفس مواد التغليف والتعبئة والملصقات التي تحمل مواصفات المنتوج، مصنوعة بشكل لا يستجيب ولا يوافق أدنى المعايير والشروط الصحية المطلوبة في مثل هذه الصناعات الحساسة والتي تصنف في خانة المواد "شبه الصيدلانية"، مؤكدا أنها عبارة عن خلطات تجهل مكوناتها الكيميائية، لكنها في الأخير تحمل نفس رائحة المنتوج الأصلي، موضحا أن هذا النوع من المنتوجات يلقى إقبالا كبيرا من طرف المواطنين في الفترة الممتدة ما بين شهري ماي وأكتوبر، مثل العطور ومزيلات الروائح وكريمات حماية البشرة من أشعة الشمس وأمصال معالجة الشعر وفروة الرأس، الأمر الذي حفز شبكات التقليد على تكثيف نشاطها أكثر بما أن السوق مربحة والرقابة غائبة. وقال محدثنا إن الاسعار المغرية جدا التي تباع بها هذه المنتجات المقلدة والتي تقل من 3 الى 4 مرات عن سعر المنتوج الأصلي، هو الذي رفع من منحنيات البيع. فمثلا قارورة مصل شعر تباع ب 120 دج، بينما نجد سعر الأصلي منها يفوق 370 دج. أما العطور المقلدة، فنجد أسعارها في نطاق بين 200 و280 دينار، بينما أسعار الأصلية منها تتراوح ما بين 800 و1000 دينار. وقد دعا محدثنا المواطنين الى التحلي بثقافة استهلاكية سليمة ومنضبطة وتبين بشكل دقيق في المنتجات التي يشترونها، داعيا إلى الكف عن شراء مثل هذه المنتجات من الأسواق الفوضوية، على اعتبار أن هذه المواد تتطلب ظروف حفظ خاصة وفي بيئة لطيفة أقل من 15 درجة حرارية، لأنها في الأخير هي مواد شبه صيدلانية. وأكد ذات المسؤول الأرقام التي قدمها المسؤول الأول عن قطاع الجمارك الجزائرية عبدو بودربالة منتصف الشهر الجاري عندما قال إن 45 بالمائة من العطور ومواد التجميل والتطهير المتداولة حاليا في السوق مقلدة ومستوردة من أسواق جنوب شرق آسيا عبر إمارة دبي وتركيا، وأضاف محدثنا أن مشاركة شركة "سوبالوكس" في معرض الجزائر الدولي مؤخرا سمح للشركة بالتقاء الجمهور وتحسيسه بمخاطر المنتجات المقلدة، وقد قامت بتجارب لتوضيح سبل التمييز والتفرقة بين المنتوج الأصالي والمقلد، كما اغتنمت هذه التظاهرة لتجدد نداءها للمواطنين للامتناع عن شراء هذه المواد في الأسواق الفوضوية أو في المحلات أو المساحات التجارية التي لا تتوفر على تجهيزات الحفظ.