تستعد المدينةالمنورة لأن تتصدر عالم الثقافة الإسلامية كعاصمة للعام 2113، ضمن حلقة من مسلسل لعواصم الثقافة الإسلامية انبثق عن اجتماع الجزائر الذي عقدته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" في ديسمبر 2004، حول مسألة الهوية الثقافية الإسلامية في عصر العولمة وأثرها على الخصوصية الثقافية وعلى التقاليد والتراث الإسلامي، والذي صادق على توصيات المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء الثقافة الذي عقد بالعاصمة القطرية في العام 2001، حيث تم اقتراح قائمة بعواصم الثقافة الإسلامية. وقال عبد العزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة، أن ترتيبات أولية بدأت مع وزارة الثقافة والإعلام، حيث تم وضع التصورات العامة لهذه المناسبة، كما سيتم تشكيل اللجان، وتصميم الشعار وعمل البرامج والتطلع لمشاركة الجميع، ليكون العمل جماعيا، وأن ما تقوم به إمارة المنطقة هو الإشراف العام على اللجان، التي تتولى تنفيذ هذه البرامج الخاصة، في ضوء سبعة محاور رئيسية لهذه المناسبة، وهي المحور الثقافي والمحور الإعلامي والمحور الاجتماعي، والمحور التربوي والمحور التراثي والتاريخي، والمحور الفني، والمحور الرياضي. وتتوافق التحضيرات الجارية مع ما انبثق عن اجتماع الجزائر الذي حدد الأهداف من وراء إقامة هذه التظاهرات، من أبرزها تأثير الثقافة الإسلامية في العرب، وتفاعل المسلم مع مبادئه وقيمه، وبيان الازدهار الحضاري للأمة الإسلامية، ودور الثقافة الإسلامية في العصر الحديث، بالإضافة إلى إبراز المضامين الثقافية والقيم الإنسانية لهذه الحضارة، وتجديد مضامينها، وإنعاش رسالتها، وتخليد الأمجاد الثقافية والحضارية لعدد من العواصم الإسلامية. وكان اجتماع الجزائر في العام 2004 قد وافق على برنامج عواصم الثقافة الإسلامية، على أن تكون مكةالمكرمة أول عاصمة للثقافة الإسلامية في العام 2005، على أن تكون في السنوات الموالية في ثلاث عواصم من ثلاث مناطق عربية وآسيوية وإفريقية، يضاف إليها العاصمة التي تستضيف المؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة الذي ينعقد كل عامين. كما أوصى بوضع ميثاق ثقافي إسلامي لتعدد الثقافات يعمل على تطوير ثقافة الشعوب الإسلامية، وحماية الخصوصية الثقافية أمام زحف العولمة وقيم القوة الاقتصادية والتقنية التي تفرض نفسها على دول العالم خاصة الضعيفة منها، وبينها الدول الإسلامية. كما شدد على أن اختار مكة عاصمة للثقافة الإسلامية يأتي من باب الإيمان والتقدير بمكانتها الدينية والحضارية، وكونها منطلق الرسالة الإسلامية التي شعت أنوارها في الكون، وسعيا وراء إبراز مكانة هذه المدينة المقدسة، والتعريف بما قدمته من عطاءات للثقافة العربية الإسلامية عبر العصور المتعاقبة، وعرض أهم معالمها الدينية والحضارية، وذلك لتجديد وعي الأجيال الصاعدة، والرأي العام عموما، بأهميتها والتعرف على معالمها الخالدة.