يشكل الفستق الأطلسي أحد أهم أنواع الثروة النباتية المنتشرة بولاية غرداية وتحديدا بمنطقة بريان والتي تسعى محافظة الغابات للولاية لحمايتها وإعادة نموها. وقد قامت محافظة الغابات لولاية غرداية وحرصا منها الحفاظ على هذه الثروة المتواجدة بالمناطق الشمالية للولاية بضبط استراتيجية تهدف إلى المحافظة وإعادة نمووتكاثر شجرة الفستق الأطلسي التي تتكيف والظروف المناخية الصحراوية والمعروفة أيضا باسم ''البطم'' باللغة العربية و''الأقغ'' بالأمازيغية. وأشار مسؤولو محافظة الغابات بغرداية، أن ثروة الفستق الأطلسي التي تم جردها على طول ضفتي وادي النساء بإقليم دائرة بريان والمقدرة ب 148 شجرة تبقى عرضة لعدة أشكال التدمير والتلف البعض منها بفعل يد الإنسان كالاستغلال غير الشرعي والعشوائي للفستق الأطلسي كمادة علفية للحيوانات أو للتدفئة والبعض الآخر يعود لعوامل طبيعية ناتجة عن تأثيرات جرف التربة بفعل سيول الأودية. وأوضح نفس المصدر، أن هذه الاستراتيجية المندمجة الهادفة إلى حماية الفستق الأطلسي ذي المنافع الكثيرة المتوفرة في زيته ولحائه ترتكز على محورين أساسيين يتمثل الأول منها في تثبيت ضفتي الوادي للحيلولة دون تعرية واجتثاث جذور شجرة البطم والشق الثاني منها يعتمد على إعادة غراسة ونمو هذه الشجرة عن طريق إنتاج فسائل بمشتلة بلدية بريان.وأكد أحد المهندسين الزراعيين بولاية غرداية في هذا الصدد، على ضرورة الحفاظ على شجرة الفستق الأطلسي باستغلالها بصفة عقلانية وإعادة نموها بالتحكم في تقنيات تكاثرها خدمة للأجيال القادمة وضبط إجراءات من شأنها تحديد وتقليص مواقع الرعي بالأماكن التي تنموبها هذه الشجرة عن طريق الانتشار الطبيعي لبذورها. وأشار نفس المسؤول، أنه ينبغي تعزيز هذه الإجراءات بتنظيم عمليات إعلامية وتحسيسية واسعة حول تقاسم مسؤولية حماية نموهذا النوع من النباتات الذي يبقى رغم صلابته وتحديه للظروف الطبيعية القاسية عرضة لأشكال التهديد الناتج عن النمو الديمغرافي والتوسع العمراني والرعي العشوائي واقتلاع فسائل الفستق الأطلسي.وتشير المعلومات المتوفرة لدى محافظة الغابات لولاية غرداية أن شجرة الفستق الأطلسي التي تشكل أوراقها علفا ذا قيمة غذائية عالية للحيوانات تنتشر بصفة غير منتظمة بمناطق الهضاب العليا خاصة بمنطقتي الجلفة ومسعد وجنوب ولاية الاغواط وشمال ولاية غرداية (بريان والقرارة).وتستعمل ثمرة الفستق الأطلسي التي تسمى محليا بالخضري نتيجة ميولها للاخضرار وهي بحجم حبة البازلاء في استخراج نوع من الزيوت النباتية لمزجها بالتمر واستهلاكها كمادة طبية سيما وقت اشتداد حرارة فصل الصيف.إن شجرة الفستق الأطلسي التي تتوفر على مميزات تتكيف والظروف الطبيعة الصحراوية الجافة تشكل أداة فعالة كمصدات للرياح لمحاربة التصحر والعمل على تثبيت كثبان الرمال. وركز عدد من المختصين في مجال البيئة ومحاربة زحف الرمال على ضرورة استحداث خلية بحث لتطوير تقنيات تكثيف زراعة شجرة الفستق الأطلسي بمنطقة غرداية.