كثيرا ما اشتكى رجال مهنة المتاعب في تخصصها الرياضي من عدم توفر الظروف الملائمة لتطوير الصحافة الرياضية من موسم إلى آخر فلا يكاد ينتهي الدوري من كل موسم إلا وتتفاقم الأوضاع الكارثية من حيث تراجع الثقة بين القارئ الرياضي والجرائد الوطنية بحكم الملل الذي يتخلل نفوس الصحفيين في بعض الأحيان ويضطرهم الأمر للإبتعاد عن أجواء الكتابة الصحفية الرياضية بالنظر إلى تراجع الثقة مع مسيري النوادي ومن الشبه مؤكد أن الموسم الرياضي الجديد لن تتغير بشأنه عدة أمور ومنها تلك المتعلقة بالظروف المهنية المخصصة لرجال السلطة الرابعة لتغطية أحداث المباريات ضمن مختلف المستويات التي تتشكل منها البطولة الوطنية انطلاقا من الرابطة المحترفة الأولى ووصولا للأقسام الشرفية. سئم رجال الإعلام بمختلف تخصصاته من الأوضاع الكارثية التي أصبحوا يعالجون من خلالها أخبار الرياضة بصفة عامة جراء التراجع المستمر في ظروف العمل من موسم لآخر مما اضطر العديد من الأقلام الصحفية الابتعاد نهائيا عن ممارسة المهنة والتوجه لتخصصات أخرى أو مغادرة الساحة الإعلامية بصفة نهائية . هل الثقة انعدمت بين القارئ والصحفي الرياضي...؟؟ ومن خلال هذه الوقائع يمكننا التساؤل حول أوضاع الثقة بين القارئ الرياضي و الخط الإعلامي للجريدة حيث لا يكاد يمر يوم ونرى التراجع المتزايد في حجم المقروئية عند المواطن الجزائري واقتصر الأمر على الصفحات الالكترونية لأخذ المعلومات المتعلقة بالفرق الرياضية لأن الأمر تجاوز القارئ الجزائري بحكم اللإنضباط الذي أصبح يمتاز به الإعلام الجزائري الذي يؤكد بدوره أن الأوضاع أصبحت متعفنة لأداء عمل يليق بسمعة الصحافة الجزائرية. بعض الرؤساء يتهمون الصحافة في تراجع نتائج فرقهم من بين الأسباب التي دعت الصحفي الجزائري للمناداة بتحسين ظروف عمل الصحفي الرياضي هو التعنث الواضح الذي أصبح يمارسه بعض رؤساء الأندية تجاه الإعلاميين كغلق قنوات الإتصال وعدم السماح للاعبين للحديث للإعلام لعدم إظهار المعلومة وهو ما يدع الصحفيين في بعض الأحيان الكتابة على مثل هذه النوادي التي لا يسخر رؤساءها أدنى الخدمات للإعلام ما يوحي للأنصار أن الصحافة تقصر في عملها تجاه أنديتهم المحبوبة. الثقة انعدمت بين بعض المسيرين والإعلام الرياضي الجزائري كل هذه العوامل والشحناء المتواجدة بين المسيرين الرياضيين والإعلاميين أدت لتراجع الثقة بينهم و الضحية الوحيد هو الرأي العام الرياضي الذي أصبح لا يحظى بأبرز المعلومات الحصرية داخل فريقهم المحبوب وهنالك أطراف تسعى لذلك من داخل المسيرين الرياضيين. الرأي العام يجب أن يحسن تنقية المعلومة الصادقة من الكاذب النصيحة التي قد نوجهها للرأي العام الرياضي في ظل الظروف الكارثية التي تعمل فيها الصحافة الجزائرية أن يحسن فقط تنقية المعلومة الصحيحة من الخاطئة فقط و لا ينجر وراء كل ما هو مكتوب أو مسموع أو حتى مرئي لأن الصورة تخطأ في بعض الأحيان وتأخذ عدة قراءات وهذا في سبيل تطوير الرياضة المحلية وخاصة كرة القدم. إديولوجية الجريدة لا يجب أن تتغير مع تغير نتائج الفرق والمنتخبات الوطنية والأهم في كل هذا أن لا تتغير إيديولوجية الجريدة مع تغير نتائج المنتخبات المحلية أو الفرق التي تشكل البطولات الوطنية وأن تبقى على نفس النسق ولا تركب موجة الإعصار التي قد تقصف بمصداقية الخط الإيديولوجي للجريدة وتجعلها تتراجع في السوق المحلية وما عزوف الرأي العام على اقتناء الجريدة ما هو إلا تراجع للإتصال بين الشعوب الواحدة وهو ما قد يؤثر على عقليات المواطن الجزائري وتتراجع ثقافته بين الشعوب العربية. تكنولوجيات الإعلام أثرت بعض الشيئ على الإعلام و الصحافة يمكن القول أن تكنولوجيات الإعلام والاتصال عادت بالسلب على مجال الصحافة والاتصال فالصحفي الذي كان يعتمد في السابق عاى وسائله الخاصة وحتمية تنقله لمكان الحدث أصبح اليوم يعود لعملية النقل الحرفي من مواقع الانترنيت ليعرضها على الرأي العام هذا الأخير يكون قد تلقاها مسبقا ما يفقده نكهة التواصل مع الإعلام بحكم المعلومات المعادة وهو الأمر الذي تحاول الجرائد الوطنية معالجته بتنصيب رؤساء تحرير في المستوى ومن ذوي الخبرة التي صاحبت التعددية الحزبية في الماضي القريب لمراقبة عمل الصحفيين والإبتعاد عما يبث على قنوات الخليج العربي بغض النظر عن النقد الإعلامي الذي يبقى محصورا بأهمية الحدث عربي كان أو دولي. إذا كان العمل الصحفي بالجزائر يرتكز على معيار واحد وهو العمل الميداني بعيدا عن العمل النظري فجل الصحف اليومية تعتمد على خبرات صحفية حملت القلم ضمن المجال الصحفي إبان الإعلان عن التعددية الحزبية في الجزائر يوم أعلن كذلك على قانون جديد يسمح فتح قنوات الاتصال وترك المجال للصحافة الجزائرية للتعبير عن رأي المواطن ووظفتها في مناصب رئاسة التحرير لمراقبة نشاط الصحفيين من الجيل الحالي والسبب وراء ذلك أن الإعلام الجزائري في العشرية اللأولى التي تلت الإعلان عن تعددية الصحافة أكثر كفاءة من عالم الصحافة اليوم و بإمكانها إعطاء الدعم اللازم للجيل الجديد وهي النظرية التي فندها عديد الصحفيين من خريجي جامعة الإعلام والإتصال بالجزائر.