توعّدت تركيا بالرّد على أي محاولة إسرائيلية لإضعافها عبر دعم من أسمتهم بالانفصاليين الأكراد. وجاء ذلك ردا على "إجراءات الرد" التي قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إن تل أبيب تفكر في اتخاذها ضد أنقرة ومن بينها دعم حركة التمرد الكردي. فيما ذكرت صحيفة تركية، أن سلاح البحرية التركية قرر نشر ثلاث سفن حربية بالقرب من تركيا في البحر المتوسط، بهدف الحفاظ على حرية الملاحة البحرية التركية. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلوفي تصريحات صحفية، إن إسرائيل أوأي دولة أخرى إذا ما فكرت في استغلال منظمة حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) الإرهابية كأداة أولجأت إلى الإرهاب بأي شكل من الأشكال فستتلقى رداً على ذلك". وأضاف أن خطة ليبرمان تسعى لتحويل المنظمة "الإرهابية" إلى أداة لإضعاف تركيا، مشدّداً في الوقت ذاته على أن تركيا "لن تضعف أبداً" ولن يقوى أحد على ابتزازها. وقال إن إسرائيل لم تدرك بعد التغير الطارئ الذي جرى على المنطقة والعزلة التي تعيشها". وكان بدوره رئيس البرلمان التركي جميل جيجك، وصف السبت الماضي إجراءات الرد" الإسرائيلية بأنها "غير مسؤولة"، وقال إنإدلاء أشخاص بمستوى وزير بمثل هذه الخطابات غير المسؤولة أمر مؤسف للغاية . وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية ذكرت في عددها الصادر الجمعة الماضية أن أفيغدور ليبرمان استعرض خلال اجتماع خاص لوزارته الخميس سلسلة من الإجراءات التي تفكر إسرائيل في اتخاذها ضد تركيا. وأضافت الصحيفة أن إسرائيل ستحذر رعاياها الذين أدوا الخدمة العسكرية من زيارة تركيا تحسبا لأي ملاحقات قضائية، كما ستدعم "اعتراف" مجلس الشيوخ الأمريكي بما يسمى "مجزرة الأرمن"، وستقدم دعما لمتمردي حزب العمال الكردستاني، بالإضافة إلى تنظيم حملة دبلوماسية ضد تركيا. وقالت الصحيفة إنه من المتوقع أن يلتقي ليبرمان خلال زيارته الولاياتالمتحدة في وقت لاحق من الشهر الجاري قادة اللوبي الإسرائيلي، ليقترح التعاون معهم ضد تركيا داخل الكونغرس الأمريكي.كما يعتزم الوزير الإسرائيلي عقد اجتماعات مع قادة حزب العمال الكردستاني التركي في أوروبا من أجل التعاون معهم ودعمهم في كل المجالات الممكنة. وذكرت الصحيفة أن الأكراد ربما يطلبون من إسرائيل مساعدات عسكرية. يذكر أن حزب العمال الكردستاني المدرج على لائحة المنظمات الإرهابية في تركيا والولاياتالمتحدة وأوروبا، يخوض تمردا انفصاليا مسلحا منذ 1984 أسفر منذ ذلك عن سقوط نحو45 ألف قتيل وتشهد علاقات تركيا مع إسرائيل تدهورا كبيرا منذ الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية نهاية ماي 2010، وهوالهجوم الذي ذهب ضحيته تسعة ناشطين أتراك.وقد وصل الأمر بتركيا إلى تخفيض التمثيل الدبلوماسي وتجميد العلاقات التجارية، وهي تهدد بمزيد من الإجراءات، بسبب رفض إسرائيل الاعتذار إليها عن فعلتها . من جهتها، ذكرت صحيفة الصباح التركية، أن سلاح البحرية التركية قرر نشر ثلاثة سفن حربية بالقرب من تركيا في البحر المتوسط، بهدف الحفاظ على حرية الملاحة البحرية التركية، والدفاع عن قافلة سفن المساعدات الإنسانية التركية المتوجة إلى قطاع غزة، في حال تم اعتراضها من قبل قوات البحرية الإسرائيلية. على غرار الاعتداء على سفينة مرمرة . الذي أسفر عن مقتل متضامنين من بنهم تسعة أتراك .وأشارت الصحيفة إلى أن القوات البحرية التركية قادرة على شل قدرة سلاح البحرية الإسرائيلية في حال قرر الاقتراب من السفن التركية على مسافة 100 متر. وفي نفس السياق، نقلت صحيفة "الحرية" التركية عن مسؤولين في أنقرة تأكيدهم أن سلاح البحرية التركي سيعمل بشكل أكبر في البحر المتوسط، وسيقوم بجولات استطلاع في المياه الإقليمية. وأكد المسؤولون أن إسرائيل لن تستطيع العربدة في المنطقة، وأن سلاح البحرية التركية سيرافق قوافل المساعدات الإنسانية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة. الجدير بالذكر أن رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان قال أمس الأول خلال زيارته التي قام بها لمصر:"إن احترام دماء الشعب التركي هي أكثر أهمية عندنا من صداقتنا مع إسرائيل".