صدق علماء النفس الإجتماعيون في نظرياتهم التي اعتبرها البعض بالمعقدة، أن المرض النفساني قد يقود صاحبه إلى افتعال أشياء معارضة للمجتمعات بحسب العادات والتقاليد التي تحكم كل مجتمع على حدى وقد استنطبت الدراسات التي عالجها الفلاسفة على مر العصور أن الإنسان بطبعه يحب السلطة وقد يسعى لتحقيق أهدافه عبر أفكار ظلت تبرمج في مخيلته بحسب الظروف التي عاش فيها أو الشكل الخارجي الذي قد يتقبله الغير كما قد يرفضه. يعد العالم العربي أهم حقل للأقطاب السلطوية في العالم لتجريب أفكارهم السياسية محملين بوعاء الديمقراطية كما هو حال العرب مؤخرا حين انتقلت العدوى من الشرق الأوسط المنضوي تحت غطرسة إسرائيل مدعمة بالولايات المتحدةالأمريكية والمشرق العربي الذي تسعى فرنسا لحمل شارة قيادته وهي فعلا مخبأة في ذلك، كون رئيسها الحالي نيكولا ساركوزي مريض نفسيا قبل أن يصبح زعيما لدولة شعارها "الديك" وإن كان باطنها مجرد دجاج وهو يسعى لإعادة أمجاد نابليون بونابارت الذي حاول غزو العالم وهومحمل بعقدة نفسية مرضية جراء شكله الخارجي والذي كان شبيها بالنساء، هذه الأفكار المزعومة بنقل الديمقراطية إلى المغرب العربي وإن وفق زارعوها في ليبيا وتونس والسودان الا أنها قوبلت بالرفض عند البعض الآخر من الشعوب ولم تنظوي هذه الحيلة معهم وصدت بطرق شتى لأنهم سبق لهم وأن ذاقوا من وعاء الديمقراطية. والجزائر أحسن مثال على ذلك بعد تعاقب عدة رؤساء عليها منذ الإستقلال وعرفت عدة ذهنيات ومرت أيضا بعشرية سوداء جراء هذه الديمقراطية اللعينة التي طغت على الشعوب وأصبحت ثوراتهم بصمة عوضت الإستعمار الكلاسيكي القديم الذي انتهى مع نهاية الحرب العالمية الثانية وحين أسس لقواعد استعمارية جديدة بعد تصدع المعسكر الشيوعي وأصبحت هيئة الأممالمتحدة مجردة دمية مسيرة لا مخيرة في ظل بروز قوى رأسمالية تحاول السيطرة على العالم بأثر رجعي وتحقق ما عجز عنه قادة سابقون بدعم اسرائيلي لا متناهي يقوده الموساد ولوبي المخابرات الصهيونية. وإذا كان التاريخ بالفعل لا يغير مجراه فهو كذاك لا يغير الايديولوجيات الممارسة من قبل المهتمين بالنظريات السلطوية فكيف لا وهي نفس الدول التي كانت ولا زالت وراء الفوضى التي تعيشها الدول العربية والعالم الثالث ككل ولم تتغير كذاك موازين القوى وبقيت اسرائيل وأمريكا فيروس قاتل مع بعض الشركاء الذين يعدون شوكة في حلق الثنائي المرعب لا غير كروسيا، اليابان والصين، دون الحديث عن فرنسا وبريطانيا والذين يعتبرون الأبناء غير الشرعيين لبلد العم سام واذا ما بقيت الأقلام العربية الحرة تتحرك فلن يسعها المقام للترفيه عن المواطن العربي الحر الأبي لأن الكلام في غياب التطبيق لن يفضي إلى شيئ سوى مواصلة التعنت الغربي بالعودة إلى التاريخ لإحياء رموز أباطرة العصور الوسطى والجزائري أعطت يوم 17 سبتمبر 2011 درسا لكل معتبر أن الدول العظمى لا تصنعها القوة فقط بل الفطنة والشعوب البسيطة كذلك لها يد هي الأخرى في حماية ترابها الوطني.