أفادت مصادر اخبارية، أمس، بمقتل شخصين وسقوط عدد من الجرحي خلال اطلاق القوات الموالية للرئيس اليمني عبد الله صالح الرصاص علي مظاهرة تدعو لتنحي صالح في صنعاء.وفي تعز جنوب اليمن، افادت مصادر اعلامية، بمقتل اربعة اشخاص بينهم امرأة في اطلاق نار على محتجين في المدينة. وأضافت أن "بلاطجة"- متمركزون علي أسطح المنازل قاموا بإطلاق النار علي متظاهرين، مما أدى الى سقوط جرحي، مؤكدة علي سقوط أحد المتظاهرين قتيلا بمنطقة القاع اثر قيام أحد البلطجية بإطلاق قذيفة أربي جي علي المظاهرة. وأكدت المصادر ذاتها، اعلي خروج مظاهرات في محافظات أخرى أمس، وذلك للتنديد لما وصفوه بجرائم النظام، مطالبين بمحاكمة الرئيس صالح وأقاربه المتهمين بارتكاب مثل هذه الجرائم. يذكر أن 17 شخصا علي الأقل قتلوا أمس الأول في تظاهرة خرجت تنادي بالرحيل منهم 12 شخص قتلوا برصاص قوات موالية لصالح و5 آخرون قتلوا في حي الحصبة بصنعاء جراء قصف استهدف الحي لأكثر من خمس ساعات. في غضون ذلك، تناولت صحيفتا "اليوم" و"الوطن" في افتتاحيتيهما، أمس، تطورات الاوضاع في اليمن وشبح اندلاع حرب اهلية، حيث لا يمر يوم دون وقوع العديد من القتلى والمصابين باستخدام مختلف انواع الاسلحة وسقوط شباب الثورة السلمية بين سندان الصراعات القبلية ومطرقة تشبث الرئيس على صالح بالحكم. وأكدت صحيفة الوطن، ان الاشتباكات التي حدثت خلال الايام القليلة الماضية أسفرت عن وقوع الكثير من القتلى والمصابين، ما من شأنه أن يتسبب في مزيد من التصعيد، فالاحتقان اليمني يشعله غياب أي أفق للحل في ظل تمسك الرئيس علي صالح بالسلطة ورفض توقيع المبادرة وتسويفه في هذا الشأن مقابل عدم تنازل الثوار عن مطلبهم بمحاكمة الرئيس، ومن ثم بدأت الأمور في اليمن للوصول إلى عنق الزجاجة بين الطرفين، وهو عنق يخشى الكثير أن يكون حله الوحيد اللجوء إلى السلاح.. وأضافت أن اليمن ينتظر قرارا من مجلس الأمن، وهو قرار على الأغلب لن يأتي في صالح القيادة اليمنية الحالية، حيث تتفق كل الدول على مطالبة الرئيس اليمني بالتنحي والالتزام بالمبادرة الخليجية، وذهبت كل من روسيا والصين حد دعوة المعارضة اليمنية لزيارتهما من أجل التباحث في سبل فك الجمود الذي يعيشه اليمن، ومن ثم فمن المرجح أن تتصاعد اللهجة الدولية تجاه القيادة اليمنية خلال الفترة المقبلة إلى مزيد من التشدد في المواقف الدولية تجاه الوضع اليمني. ورأت ان محاولة دفع الأوضاع لحرب قبلية لن تنتج سوى سياسة الأرض المحروقة، في وقت تعاني فيه اليمن مما تعانيه من فقر ومرض وجوع، والرئيس اليمني منذ عودته لبلاده من رحلته العلاجية في الرياض، لم يقدم الالتزامات التي وعد بها، وهذا التنصل هو ما سيقود الأوضاع للانفجار، على حد قولها. من جهتها، قالت صحيفة "اليوم" إن التطورات الأخيرة في اليمن التي أدت إلى سقوط عشرة قتلى في معارك بين قبيلتين متنازعتين في صنعاء تم فيها استخدام أسلحة ثقيلة تنذر بتدهور الأوضاع إلى الأسوأ، واضافت أنه حتى الآن لم يتم أي تطور أو انفراج في الأزمة السياسية اليمنية وكل الأطراف متخندقة في مواقعها ولا تريد أن تقدم أي تنازلات من أجل أن تعبر دولة اليمن إلى بر الأمان، وهذه المراوحة تعكس مدى التعقيد الذي يحيط بالأزمة ما يدفع المحللين والمراقبين الإعلاميين والسياسيين إلى التشاؤم إزاء أي انفراج. وأكدت الصحيفة أن التأزم الحاصل ناتج عن تجاذبات في المصالح بين القوى القبلية والقوى الشبابية التي أطلقت شرارة الثورة، وكذلك بين السلطة التي يمثلها الرئيس علي عبد الله صالح، وتعارض المصالح هو تلاعب بالشعب اليمني والتضحية بالشهداء الذين قدمهم في سبيل الحصول على مستقبل أكثر إشراقا. وشددت "اليوم" على المطلوب في هذه المرحلة هو أن يأخذ الجميع مصلحة وطنهم وشعبهم وأن يضعوا ذلك فوق أي اعتبار، وأي جمود في الأزمة بالتأكيد سيولد تطورات على الأرض ويحدث اليأس في الشارع اليمني ويتيح لقوى شريرة أن تتدخل في الشأن اليمني.