قال عضو اللجنة البرلمانية لشؤون الأمن القومي والسياسة الخارجية محمد كريم عابدي، إن بإمكان إيران احتلال السعودية بكل يسر، لو أرادت ذلك. وفي أول تهديد من نوعه، نقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن عضو مجلس خبراء القيادة آية الله عباس الكعبي قوله بأن موسم الحج هذا العام سيشهد مظاهرات واسعة جداً لإعلان ما سماه البراءة من المشركين والتضامن مع الثورات العربية. وقال الكعبي إن أمريكا والصهيونية يخشون موسم الحج الحالي، ولهذا أثاروا الاتهامات الأخيرة لإيران في شأن محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن. وجاءت هذه التصريحات رداً على حديث الأمير تركي الفيصل الذي شدد على ضرورة معاقبة طهران والرد عليها لضلوعها في محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير. وذكر التلفزيون الرسمي في إيران، أن مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي حذر اليوم الأحد 16 10 2011 من أن طهران سترد بقوة على أي "إجراء غير مناسب" من جانب القوى الغربية المرتبطة بما أسمته "مؤامرة مزعومة" لقتل السفير السعودي في واشنطن، في وقت أعلنت فيه إسرائيل عن احتمال توجيه ضربات عسكرية إلى إيران. وتزامن هذا التحذير مع قرار السعودية اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي، وهو ما قد يؤدي إلى فرض عقوبات جديدة على إيران، بعد اتهامها بمحاولة اغتيال سفير المملكة في واشنطن. من جانبه، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الأحد إن "الإيرانيين المتحضرين ليسوا بحاجة إلى الاغتيالات، إن الاغتيالات تنتسب إليكم أيها الأمريكيون"، وأضاف أن الأمريكيين "يحاولون بقوة دفع الحملة ضد إيران إلى هذه المرحلة التي وصلت إلى حد اتهامها بمحاولة الاغتيال، لكن علينا أن نجعلهم يفهمون أن هذا عمل الناس غير المتحضرين، فهم يوما يريدون فرض الحرب، وفي اليوم الآخر يريدون فرض عقوبات اقتصادية، هذا كله ضغط سياسي". خطوة نحو مجلس الأمن وعلى الرغم من مطالبة إيران للسعودية بتوخي الحرص في ردها على المزاعم الأمريكية، قالت صحيفة الشرق الأوسط نقلا عن بيان صادر من البعثة السعودية في الأممالمتحدة، إن الرياض اتخذت أول خطوة لإحالة إيران إلى مجلس الأمن الدولي، في تحرك قد يؤدي إلى فرض عقوبات جديدة. ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن بيان للبعثة السعودية في الأممالمتحدة القول، إنها "طلبت رسميا من الأمين العام للأمم المتحدة أن يحيط مجلس الأمن بشأن المؤامرة البشعة لاغتيال سفير المملكة العربية السعودية لدى الولاياتالمتحدة." وكانت الولاياتالمتحدة قد أعلنت، يوم الثلاثاء، أنها اكتشفت مخططا وضعه رجلان، لهما صلات بقوات الأمن الإيرانية لاغتيال عادل الجبير من خلال زرع قنبلة في مطعم بواشنطن. وقالت الولاياتالمتحدة إن أحد الرجلين اعتقل، وأشارت ادعاءات أمريكية إلى أنه دفع أموالا لمرشد يتعاون مع أجهزة الأمن الأمريكية، ادعى أنه عضو في عصابة مكسيكية لتجارة المخدرات لتنفيذ الاغتيال، بينما تقول الولاياتالمتحدة إن الآخر يقيم في إيران.
ضغوط وعقوبات وتأتي الخطوة التي اتخذتها السعودية بعد تصريحات للرئيس الأمريكي باراك أوباما، أعلن فيها أنه سيضغط من أجل فرض "أقسى عقوبات ممكنة" فيما يتصل بالمؤامرة المزعومة، وتوعد بألا يستبعد أي خيار وهي عبارة تعني عادة احتمال استخدام القوة. وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل يوم الأربعاء الماضي في فيينا إن إيران "مسؤولة" عن المؤامرة المزعومة وأكد أن المملكة ستتخذ "ردا محسوبا". في المقابل، قال رامين مهمان باراست المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن مثل هذه التعليقات "غير الودودة" تستند إلى مزاعم أمريكية لم يقدم دليل لإثباتها. ونقلت وكالة العمال للأنباء عن مهمان باراست قوله، يوم الأحد: "الهدف من هذا السيناريو الذي أعدته أمريكا هو الإضرار بالعلاقات الإيرانية مع الدول المجاورة ومن الحكمة عدم إصدار أي تعليقات متسرعة وغير مدروسة." إسرائيل تهدد في هذه الأثناء، صرح أفيغدور ليبرمان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإسرائيلي اليوم الأحد لوكالة "انترفاكس" الروسية للأنباء، أن إسرائيل لا تتخلى عن إمكانية توجيه ضربات عسكرية إلى إيران، وقال: "لا نستبعد أية احتمالات، وكلها على الطاولة"، وأضاف ليبرمان أن إيران لا تعتبر مشكلة لإسرائيل فقط، بل وللأسرة العالمية كلها، وبالدرجة الأولى لبلدان الخليج. وأكد ليبرمان قائلا: "هذه المشكلة هي قبل كل شيء مشكلة للعالم الحر، ويتوجب على العالم الحر اتخاذ قرار كيف يتعامل معها". وكانت السلطات الإسرائيلية قد أعلنت مرارا عن إمكانية توجيه ضربة استباقية إلى إيران بغية الحيلولة دون حصولها على سلاح نووي. ومضى ليبيرمان قائلا: "لا سر أنني اعتبر أن الأسرة الدولية يجب أن تفرض قبل كل شيء عقوبات بشكلها الكامل، وليست كالعقوبات التي فرضت لحد الآن، وضمنها بالدرجة الأولى المقاطعة التامة والعزل التام للبنك المركزي الإيراني وفرض الحظر على مزاولة كل العمليات التجارية معه"، واستطرد قائلا: "وبالدرجة الثانية يجب فرض العقوبات على صناعة النفط الإيرانية والتخلي عن شراء النفط والغاز في إيران من جهة، وفرض الحظر على أي تعاون فيما يتعلق بتوريد الأجهزة والمعدات لمصافي النفط الإيرانية". وقال ليبرمان معلقا على البيان الصادر مؤخرا عن السلطات الأمريكية بخصوص محاولة اغتيال سفير المملكة العربية السعودية بواشنطن واتهام إيران بالوقوف وراء هذه المحاولة، قال إنه لا يستغرب مثل هذه الاتهامات الموجه إلى إيران، وإنه لم يفاجأ بنبأ محاولة إيران اغتيال السفير السعودي في الولاياتالمتحدة . مشاورات مكثفة وفي إطار التحركات للتوجه نحو مجلس الأمن، أجرت المندوبة الأمريكية لدى الأممالمتحدة، سوزان رايس، مشاورات مكثفة مع أعضاء مجلس الأمن حول تفاصيل الخطة خلال اليومين الماضيين. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إنها أرسلت وفدا إلى روسيا لإطلاع المسؤولين هناك على تفاصيل جديدة حول المخطط الإيراني، في إطار سعي واشنطن لحشد التأييد في أروقة مجلس الأمن، وعلى الأخص بين الدول دائمة العضوية فيه، لمشروع قرار ضد إيران. ومن الخيارات المطروحة إصدار المجلس بيانا يدين المخطط، أو يفرض عقوبات على إيران أو مطالبتها بمحاسبة المسؤولين عن المخطط، لكن واشنطن تحاول تلمس ردود فعل أعضاء مجلس الأمن، خاصة الصين وروسيا، قبل التقدم بخطوات رسمية في مجلس الأمن. وقد توعدت واشنطن بأن "تدفع إيران ثمن" تآمرها المزعوم لاغتيال السفير السعودي، من خلال سعيها إلى عزل إيران سياسيا واقتصاديا، وحشد التأييد للحملة السياسية والدبلوماسية ضد طهران.