بدأت إيران صباح أمس، مناورات عسكرية تستغرق أربعة أيام في الدفاع الجوي تهدف إلى تعزيز قدراتها على حماية مجالها الجوي ومرافقها النووية في حالة وقوع أي هجوم عليها وفق ما ذكرته المصادر الحكومية.وأعلنت إيران أن قواتها المسلحة بدأت اعتبارًا من يوم أمس، تدريبات دفاعية جوية استعدادًا "لأخطار محتملة" تهدد المنشآت النووية والمناطق المأهولة. وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية بأن الحرس الثوري الإيراني يشارك في التدريبات بالإضافة إلى وحدات من الجيش الإيراني، وأن التدريبات تجري على مساحة تبلغ نحو 800 ألف كيلومتر مربع في شرق إيران في مناطق قريبة من الحدود مع أفغانستان. وتقوم إيران بهذا النوع من التدريبات مرتين أو ثلاث مرات سنويًّا، وقد أجرتها آخر مرة في سبتمبر الماضي.
وتجري هذه المناورات وسط توتر متصاعد بين طهران والغرب بشأن برنامج إيران النووي المثير للخلافات. خاصة بعد تلميحات إسرائيل على لسان وزير الدفاع إيهود باراك الذي قال فيها، ان إلى أن إسرائيل ربما تنفذ عملاً عسكريا ضد مرافق إيران النووية. حيث تنفي إيران أنها تقوم بتطوير أسلحة نووية.
ونقلت مصادر إعلامية عن الحرس الثوري الإيراني أن هذه التدريبات الجديدة تهدف إلى رفع مستوى الاستعداد ل"أخطار محتملة في المجال الجوي وخصوصًا ضد مناطق مأهولة ومواقع حساسة ومهمة وحيوية ومواقع نووية". وهي التدريبات التي تأتي في ظل التهديدات الإسرائيلية والأمريكية بتوجيه ضربة عسكرية إلى المنشئات النووية الإيرانية. وأوضح بيان صادر عن الحرس الثوري أن التدريبات التي ستجري في شرق البلاد تهدف أيضًا إلى تنسيق تحركات الحرس والجيش. وأضاف البيان أن أنظمة صاروخية متقدمة إضافة إلى أجهزة رادار ومدفعية مضادة للطائرات ومقاتلات ستشارك في هذه التدريبات. يذكر أن كان هناك تكهنات بشأن ضربة "إسرائيلية" محتملة للمواقع النووية الإيرانية قبيل صدور تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية من المتوقع أن يسلط المزيد من الضوء على ما يشتبه في أنها أوجه عسكرية للأنشطة النووية الإيرانية، حيث استند التقرير إلى معلومات وصفتها الوكالة بأنها "ذات مصداقية" تفيد أن طهران تعكف على إنتاج السلاح النووي، في حين تنفي إيران إقدامها على هذه الخطوة. ورفضت طهران جملةً وتفصيلاً العناصر الواردة في التقرير معتبرة أنها قد ردت عليها بشكل مفصل سابقًا، واتهمت الوكالة بأنها تخضع لمناورات الولاياتالمتحدة و الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى عزل إيران. يذكر أيضًا أن وفد المملكة العربية السعودية يعتزم عرض مشروع قرار على الأممالمتحدة، يحثها على إدانة "مخطط" لاغتيال سفيرها في الولاياتالمتحدةالأمريكية عادل الجبير، مع التشديد على إيران بضرورة التزام القانون الدولي. وينص مشروع القرار الذي تعتزم السعودية عرضه على الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 دولة، على أنها "تأسف لمؤامرة اغتيال سفير المملكة العربية السعودية لدى الولاياتالمتحدة الأميركية"، ويدين القرار أيضًا أي أعمال عنف ضد البعثات الدبلوماسية والقنصليات والممثلين الدبلوماسيين، مع التأكيد التام على "رفض الإرهاب في كل صوره ومظاهره". واعلنت السلطات الأمريكية الشهر الماضي عما سمي "مؤامرة" قالت انها دبرها رجلان إيرانيان على صلة بأجهزة الأمن الإيرانية لاستئجار قاتل لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، واعتقلت أحد الرجلين في سبتمبر، إلا أن إيران ترفض هذه الاتهامات و تعتبرها سيناريو أمريكي من أجل افشال مشروعها النووي.