ما زالت آثار الإقصاء تلقي بضلالها على الوفاق استُقبل فريق وفاق سطيف، ظهيرة السبت، بمطار قرطاجبتونس بحفاوة كبيرة من طرف الأنصار والجالية المقيمة بتونس، والذين فاق عددهم ال 200، والذين حاولوا من خلال هذه الالتفاتة الرفع من معنويات اللاعبين المنحطة، لدخول مباراة ظهيرة البارحة بمعنويات أعلى، لكن رفاق اللاعب المخضرم سليمان رحو يظهر عليهم بأنهم متأثرين جدا، وأنهم خذلوا تلك الجماهير الكبيرة والواسعة التي هتفت بحياتهم خلال مسيرتهم في المواسم الثلاثة، وكان صاحب المبادرة هو رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية ميلة السيد حسين صديقي، الذي تنقل خصيصا لمؤازرة الفريق، والقيام بهذه المبادرة علّه يخفف من صدمة اللاعبي المصدومين، والذين لم يصدقوا بأنهم انهزموا وأقصوا على يد فريق أهلي البرج، الشبح الأسود الذي طاردهم لعدة سنوات، ولم تشفع الاستقدامات والأموال الطائلة التي صرفها المسيرون على هذه التشكيلة في طرد هذا الشبح، وفك العقدة. سرار لم يتنقل مع فريقه إلى تونس وينتظر نهاية الموسم لم يتنقل رئيس الوفاق عبد الحكيم سرار مع فريقه إلى تونس، وبقي بمدينة سطيف وبالضبط منزويا في بيته، واكتفى باستعمال الهاتف كوسيلة للاتصال بمرافقي الفريق. وحسب المعلومات المستقاة من سطيف، فإن رئيس الوفاق يعاني من صدمة كبيرة أجبرته على البقاء بالبيت، ولم يتمكّن من مواجهة الجميع، خصوصا أنصار الفريق الذين وقفوا معه في أشد الأزمات، والدليل أنه رغم تلك الهزيمة والإقصاء المر تنقل عدد معتبر منهم إلى تونس. وكان رئيس الوفاق قد أكد بعد مباراة البرج بأنه سيسير أمور الفريق حتى نهاية الموسم، بعدها يكون هناك كلام آخر، حيث سيعيد ترتيب الأوراق من جديد، وعلى كل المستويات، لكن مثل هذا الكلام الصادر من رئيس الوفاق تعوّد عليه الأنصار والذين يعرفون "حكوم"، وهو كلام استهلاكي ليطفئ به نار الحرقة التي أشعلتها هزيمة البرج الأخيرة. أيت جودي مستاء من الصحافة الوطنية مع نزوله من الطائرة وإنهاء الإجراءات الجمركية وفي أول تصريح له بدأه باللوم على الصحافة الوطنية التي غطت المباراة الأخيرة والتي حمّلته كامل المسؤولية في إقصاء فريق الوفاق من كأس الجزائر، وأن الكتابات الصادرة صبيحة السبت أثرت في التشكيلة أكثر مما رفعت من معنوياتها، وهذا قبل اللقاء الهام أمام الترجي التونسي في إطار الدور النصف نهائي من كأس العرب. بن شيحة يزور الوفاق ويرفع من معنويات اللاعبين قام المدرب الجزائري، الذي يشرف على العارضة الفنية للنادي الإفريقي بزيارة مجاملة للتشكيلة السطايفية بمقر إقامتها، وتحدث مطولا مع اللاعبين، والطاقم الفني، محاولا الرفع من معنويات اللاعبين، ومطالبتهم بنسيان اللقاء الأخير أمام الأهلي والتفكير في مباراة الترجي وما تبقى من مشوار البطولة. وكان لحديث المدرب الجزائري مع اللاعبين صدى كبير. حرمان الوفاق من الكرات أثناء التدريب حرب نفسية توجّه فريق الوفاق مباشرة من المطار إلى ملعب "رادس" لإجراء الحصة التدريبية في توقيت المباراة، لكن ومع وصولهم إلى الملعب فوجئوا بعدم وجود الكرات لإجراء الحصة التدريبية كما ينص عليه قانون الاتحاد العربي، ولم تصل الكرات من إدارة الترجي التونسي إلا بعد تدخل القنصل العام، الذي كان حاضرا مع الفريق بأرضية الميدان. واعتبر الطاقم الفني أن هذا التصرف يدخل في الحرب النفسية التي انتهجها الفريق المضيف، رغم أن الترجي التونسي حظي بمعاملة خاصة منذ 15 يوما مضت بسطيف. "غولدون توليب" عوض "المرادي" خصصت إدارة فريق الترجي التونسي فندق "المرادي" لإقامة الوفد السطايفي، لكن إدارة الوفاق، ونظرا لمعرفتها المسبقة بالأجواء غير المريحة التي يعيشها المقيمون به، والحركة غير العادية، قررت تغيير الفندق قبل وصول الفريق إلى تونس، واختارت فندق "غولدن توليب" كمقر لإقامة الوفاق، وهو الأمر الذي رفضه التوانسة في بداية الأمر، لكن تراجعت في النهاية وقبلت دفع الفاتورة. وكان المسيرون المرافقون لفريق الوفاق قد قرروا دفع الفاتورة في حال رفض التوانسة لذلك. حيماني ما زال متأثرا بالإقصاء وبتضييعه للضربة القاضية كشف لنا المهاجم حيماني بعد انتهاء الحصة التدريبية بأنه متأثر جدا بالإقصاء المر، وأنه من بين اللاعبين الذين خذلوا أنصار الوفاق الذين تغنوا به وبزملائه، طيلة الموسم، وكسب ودهم، خاصة وأن مسؤولية اللاعب حيمان كانت كبيرة لأنه وفي الدقيقة ال 85 وعلى إثر فتحة مليميترية من دلهوم انفرد بالحارس كيال، وكان بإمكانه قتل المباراة وتجنيب الفريق من هذه الأزمة، لكن يقول هذه هي كرة القدم، لو لم تكن أمام البرج، الذي كانت كل تصريحات لاعبيه إساءة لفريق الوفاق، ولأنصاره، رغم أن إنجازات الوفاق منذ الاستقلال تعدت حدود الوطن عربيا وإفريقيا، موضحا في نفس السياق بأنه ورفاقه يحاولون تجاوز هذه الأزمة ولن يتأتى ذلك إلا بالعودة إلى النتائج الإيجابية، لأن البكاء والعويل لن يجدي نفعا في الوقت الحالي، وهم مطالبون جميعا بطي صفحة الكأس وتوجيه كل الإمكانات إلى المنافسة العربية والإقليمية.