تميزت الدورة السابعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة التي التأمت للمرة الثانية بالجزائر العاصمة على مدار يومي 18 و19 ديسمبر تحت شعار "من أجل تعزيز نتائج السنة الدولية للتقارب بين الثقافات وتفعيل دور الشباب في بناء ثقافة السلم والحوار"، بحضور وزراء وممثلين عن 39 دولة و20 منظمة إقليمية ودولية بجدول أعمال ثري يتضمن الكثير من الموضوعات المهمة التي قدمتها منظمة الاسيسكو، من بينها ما أنجز في إطار تنفيذ الإستراتيجية الثقافية في العالم الإسلامي. وشكّل موضوع "الأدوار الثقافية للمجتمع المدني من أجل تعزيز الحوار والسلم"، أهم محور نقاش بين الحاضرين من وزراء الثقافة والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ومنظمة التعاون الإسلامي، حيث تم تقديم أوراق عمل من قبل الوفود حول دور المؤسسات المدنية في مجال الثقافة في دول العالم الإسلامي، ليتم الإعلان عن بيان ختامي يندرج ضمن ما يمكن أن تقوم به المؤسسات المدنية في مجال دعم الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، على حسب ما أكده المدير العام للإسيسكو، عبد العزيز بن عثمان التويجري. من جهتها، قالت وزير الثقافة خليدة تومي إن هذا المؤتمر يرمي إلى تحقيق جملة من التحديات، من بينها الانضباط والجدية في العمل المشترك والعمل على تطبيق برامج المنظمة، مشددة على دور الشباب في المشاركة في رسم السياسات التي تخدم قضايا الشباب والمجتمع، على أن يكون لهم دور فعال في صناعة القرار وتعزيز سياسة السلم المدني والحوار وحل الصراعات بالطرق السلمية في المجتمع. واعتبرت تومي أنه من خلال الموضوع الرئيسي للمؤتمر المتعلق بتفعيل دور الشباب في بناء ثقافة السلم والحوار، يتعين علينا الخروج بتوصيات هامة وجريئة تدعم الأدوار الثقافية التي سيضطلع بها الشباب في وضع التصورات والبرامج الثقافية وتجسيدها، على اعتباره الشريحة التي تشكل الأغلبية في دولنا.
الجزائر تدعو الاسيسكو إلى دعم فلسطين للحفاظ على تراثها الثقافي أكدت خليدة تومي على دعوة الجزائر لكل الدول الأعضاء في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، إلى اتخاذ استراتيجية إستعجالية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع لدعم وزارة الثقافة الفلسطينة ماديا للحفاظ على تراثها الثقافي وهويتها ودعم الإبداع الفكري. واعتبرت خليدة تومي أن الحضور القوي والنوعي للدول والمنظمات في المؤتمر، يعكس الرغبة المشتركة في تفعيل الأدوار الثقافية التي يتعين الارتقاء بها إلى مستوى التحديات المشتركة، وفي طليعتها القضية الفلسطينية سياسيا وثقافيا، مبرزة أن انضمام فلسطين إلى منظمة اليونسكو يعد منعطفا حاسما في تاريخ القضية الفلسطينية.
دعوة إلى التصدي لظاهرة الاسلامفوبيا وفي تدخله، دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين أوغلي، إلى ضرورة تنسيق جهود الدول الإسلامية وتكثيف التعاون في مجال الثقافة، وكذا في مجال التصدي لظاهرة الإسلامفوبيا في المجتمعات الغربية والعمل على محاربتها للدفاع عن ديننا الحنيف. كما ثمّن أوغلي دور الجزائر التي تستضيف للمرة الثانية المؤتمر الإسلامي السابع ومدى اهتمامها بهذا النوع من الاجتماعات، والتي تعد خطوة نوعية ونقلة إلى الأمام في مجال تطوير العمل الإسلامي الثقافي.
إشادة بفعاليات تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" وعلى صعيد آخر، أشاد المشاركون في المؤتمر الإسلامي السابع الذي جاء متزامنا مع تواصل فعاليات "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية"، بهذه التظاهرة التي أبرزت الحراك الثقافي في الجزائر وما تزخر به من تراث إسلامي يشهد على أصالتها، حيث أعدت وزارة الثقافة بهذه المناسبة شريطا وثائقيا عن هذه المدينة العريقة تم عرضه على هامش هذا المؤتمر. هذا، وقد تم تكريم عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية ومن كان لهم إسهام في التحضير لهذه التظاهرة، إلى جانب تكريم عدد من المبدعين والفنانين الذين شاركوا في تظاهرة تلمسان من قبل منظمة الإسيسكو.