كشفت حصيلة المشاركة الجزائرية في الألعاب العربية ال 12 التي اختتمت أول أمس بالعاصمة القطرية الدوحة عن عدة نقائص لا تزال تعيق الرياضيين الجزائريين في المحافل الدولية لتنظم إلى سلسلة الأزمات التي تعصف بمنتخبات كرة القدم، حيث أن هذه الأخيرة عجزت هي الأخرى عن تحقيق حلم الجزائريين في التأهل إلى كأس إفريقيا للأمم 2012 12 وكذلك تمثيل البلد في أولمبياد لندن خلال الصائفة القادمة، وكالعادة لا ينتظر الشارع الرياضي اعتراف المسؤولين بخطئهم وفشلهم في التسيير، لكون هؤلاء سيحملون بكل تأكيد المسؤولية لنقص الإمكانيات وعدم نضج الرياضيين الجزائريين، وهذا رغم أنهم لا يختلفون كثيرا عن نضرائهم من البلدان الأخرى والذين سجلوا نتائج جد مرضية وذلك لسبب وحد وهوالعمل الدائم والتحضير الجدي لمثل هذه التظاهرات، وأكثر من ذلك فإنه من المؤسف أن يخرج مسؤول عن الفرق الوطنية المشاركة في هذه الدورة ويصرح بأن الهدف من وراء تواجد الجزائر في هذه الألعاب هو ترويض العدائين الشبان وتعويدهم على المشاركات القارية والإقليمية وذلك لتهيئتهم للتظاهرات العالمية. هذا وقد أنهت الجزائر مشاركتها في هذه الدورة فى المركز الخامس فى الترتيب النهائى للميداليات برصيد 88 ميدالية منها 15 ذهبية،16 فضية و31 برونزية، فيما نالت مصر المركز الأول ب233 ميدالية منها 90 ذهبية متبوعة بتونس فالمغرب ثم البلد المنظم قطر. وكانت الجزائر حلت ثالثة في الترتيب العام في الدورة الماضية في القاهرة قبل أربعة أعوام برصيد 128 ميدالية منها 32 ذهبية،44 فضية و52 برونزية، وتحتل المركز الخامس في إجمالي الميداليات حتى الدورة الحادية عشرة برصيد 748 ميدالية منها 224 ذهبية، 260 فضية و264 برونزية. منتخب الدراجات يظهر إمكانيات جبارة ويفوز بالذهب وقد أثرى سباق الدرجات المشاركة الجزائرية في هذه الطبعة، حيث أضاف الميدالية الذهبية ال16 بعد الفوز الذي حققه الدراجون، حسب الفرق، في سباق على الطريق الذي جرى أول أمس على مسافة 142 كلم في لفتين من 71 كلم للواحدة، وقد تمكن ثلاثة دراجين جزائريين من الدخول مع ال10 الأوائل عند خط الوصول ما سمح للمنتخب الوطني بتصدر الترتيب العام واحتلال المركز الأول، كما عرف هذا السباق تتويج الجزائر بميداليتين فضية وبرونزية في سباق على الطريق (فردي) سيما من طرف لعقاب الذي احتل المركز الثاني وراء المغربي عديل جلول وعادت البرونزية إلى يوسف رقيقي. وعلى صعيد آخر، تأهل أربعة عدائين قطريين للألعاب الأولمبية 2012 بلندن عقب منافسات ألعاب القوى.
كما كان منتظرا ... التحجج بصغر سن وغياب الخبرة لدى الرياضيين الجزائريين وفي رد فعله عن المشاركة السلبية للرياضة الجزائرية، أكد رئيس البعثة ادريس خوجة أن من بين أهم الأسباب التي أدت إلى عدم القدرة على تمثيل الألوان الوطنية أحسن تمثيل هو صغر سن ونقص الخبرة لدى الرياضيين، وقال لوكالة "فرانس بريس" أن أغلب الفرق الوطنية تتواجد في فترة إعادة البناء وتجديد الدماء وذلك بعدما تبين بأن أغلب الرياضيين الذين كانوا يشكلون هذه المنتخبات تقدموا كثيرا في السن وبالتالي فمن الضروري تغييرهم بآخرين شبان، وأوضح في هذا الإطار بأن هذا العامل تسبب في غياب الجزائر عن بعض الإختصاصات التي كانت بالأمس مكمن قوة العدائين الجزائريين وأصبحت بلدان الخليج هي التي تسيطر عليه، وأضاف خوجة قائلا "تحصلنا على العديد من الميداليات الفضية والبرونزية التي كان من الممكن جدا أن تكون ذهبية، وهذا يعود الى نقص الخبرة لدى بعض الرياضيين الجزائريين لأنها المرة الأولى التي يشاركون فيها في منافسات على مستوى عال". ومن جهة أخرى، أكد بأن مستوى دورة الدوحة تطور كثيرا مقارنة بالدورات السابقة والدليل على ذلك هو مشاركة بعض الأبطال الأولمبيين، كما أشار إلى عدم تواجد الجزائر في كل الإختصاصات، حيث شاركت في 18 لعبة فقط عكس البلدان الأخرى. جلسة خاصة بتقييم المشاركة الجزائرية واتخاذ الإجراءات الضرورية هذه الأيام وعلى صعيد آخر، من المنتظر أن يتم تنظيم جلسة خاصة مع المسؤولين على كل المنتخبات التي تحوز عليها اللجنة الأولمبية الجزائرية وهذا من أجل تقييم مردود المشاركة الجزائرية وتحليل المعطيات المتوفرة واهم من ذلك استخلاص الدروس وتصحيح الأخطاء خاصة في ما يتعلق بعدم تواجد منتخب السباحة في هذه الدورة، وفي هذا الإطار أكد خوجة بأن التحليل والنقاش سيكون موضوعي وليس ارتجالي وذلك من أجل اتخاذ الإجراءات المناسبة على غرار توفير الإمكانيات الضرورية للعدائين وتحسين ظروف العمل والتدريب خاصة ما يتعلق بتدعيم المنتخبات بإطارات فنية عالية المستوى كما يحدث لدى دول الجوار التي خطت خطوات عملاقة في هذا المجال.