ودّع مصطفى بيراف رئاسة اللجنة الأولمبية الجزائرية في أجواء جد حزينة ومؤثرة، وذكرت بعض المصادر من مبنى بن عكنون أن بيراف ذرف الدموع ولم يتمالك نفسه في لحظات الوداع، وعقب ذلك استحوذ، السيد مصطفى العرفاوي، ممثل الجزائر في اللجنة الأولمبية الدولية ورئيس الاتحادية الدولية للسباحة، على المكان باعتباره رئيسا للجنة التي تشرف على تحضير الجمعية العامة الانتخابية التي سيحدد تاريخ انعقادها لاحقا. التطورات الأخيرة التي عرفتها الساحة الرياضية الجزائرية جاءت متسارعة ومفاجئة للرأي العام على الرغم من أن العمل في الكواليس لم ينقطع منذ مدة طويلة، حيث التقى رؤساء الاتحاديات في اجتماعات ماراطونية لتحضير خطة الإطاحة برئيس اللجنة مصطفى بيراف، وفي اللقاء الأخير الذي حضره 38 رئيس اتحادية بالإضافة إلى الرئيس السابق للجنة الأولمبية ووزير الشباب والرياضة السابق سيدعلي لبيب، خرج المشاركون بالعديد من القرارات الهامة وهي سحب الثقة من السيد مصطفى بيراف والمطالبة بإعادة إدماج اتحاديات الدراجات، المبارزة والجيدو التي تم إقصاؤها من الجمعية العامة للجنة الأولمبية بالإضافة إلى تشكيل لجنة مهمتها تحضير الجمعية الانتخابية برئاسة السيد مصطفى العرفاوي. بيراف خسر المعركة بعدما فتح على نفسه العديد من الجبهات يجمع المتابعون لشؤون اللجنة الأولمبية الجزائرية أن الوضعية الحالية كانت منتظرة بالنظر للعلاقة المتوترة التي ميزت الفترة الأخيرة بين وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الجزائرية وبعد كل الذي حدث وصلت الأمور إلى طريق مسدود، وذكرت بعض الأوساط أن المستجدات التي وقعت، مؤخرا، كانت من هندسة الوصاية بهدف التخطيط لغلق المجال أمام بيراف ومنعه من عقد جمعية انتخابية ومن النقاط التي سجلت ضد مصطفى بيراف معارضته لتطبيق المرسوم التنفيذي 05/405 والمتعلق بتحديد العهدة ورفع حصة الوزارة في الجمعية العامة، بالإضافة إلى تشنّج العلاقة في الآونة الأخيرة بين بيراف ووزير الشباب والرياضة، الهاشمي جيار، بعد النتائج التي تحصل عليها الرياضيون الجزائريون في الألعاب الأولمبية الأخيرة التي أقيمت بالعاصمة الصينية بيكين. ويؤكد المراقبون أن إعلان بيراف انسحابه تزامن مع الكشف عن الطاقم الحكومي، وبقاء الهاشمي جيار على رأس وزارة الشباب والرياضة شكّل صدمة كبيرة بالنسبة له. وإلى جانب هذا وبعد الذي حدث بين رؤساء الاتحاديات، فضّل بيراف الانسحاب قبل أن يسحب من تحته البساط مطبقا بذلك المقولة الشهيرة "نتغدى بيهم قبل أن يتعشاو بيا". العقبات الكثيرة التي وضعها بيراف تحوّلت ضده أكد أحد المترشحين لمنصب رئاسة اللجنة الأولمبية أن الأسلوب الذي تعامل به مصطفى بيراف مع المترشحين لسباق رئاسة مبنى بن عكنون والمتمثلة في وضع حواجز أمام سيدعلي لبيب للترشح ومنع حسان الشيخ الرئيس السابق للاتحادية الجزائرية للرياضة الجامعية وعلي بن جمعة، الرئيس الحالي لرئيس اتحادية الجيدو، وبالمقابل، فتح المجال أمام الموالين له في صورة نصر الدين نعيجي وفريال صالحي، بالإضافة إلى رئيس اتحادية الملاكمة عبدالله بسالم كل هذا سجل في رصيد بيراف من العثرات.