كشف الممثل القدير محمد عجايمي في حديث خصّ به "الأمة العربية" أنه سيجسد دور البطولة في المسلسل الجديد المزدوج الإنتاج بين الجزائر وسوريا، والمعنون ب"قطوف من تلك الأيام" للسيناريست سميحة سعيد ولد خليفة الحائزة مؤخرا على جائزة الفنك الذهبي في مسلسل "عندما تتمرد الأخلاق"، والذي يتناول طيلة 30 حلقة، قصة اجتماعية تعالج مرحلة ما قبل الثورة، وأثناء الثورة، وما بعد الاستقلال. مضيفا أنه قد انتهى مؤخرا من تصوير مسلسل "جروح الحياة" للمخرج عمر تريبش، والذي من المفترض بثه في شهر رمضان المقبل، بمشاركة نخبة من الممثلين أمثال، فريدة صابونجي، بهية راشدي، نضال، مليكة بلباي، سميرة صحراوي، مراد أوجيت، وآخرون. هذا الفيلم الذي تدور أحداثه حول بيت من بيوت الحي العتيق للقصبة، المزدانة بالسكان، ويحدث أن يحاول أحد الأثرياء الذي جسد دوره المتحدث إلينا شراءه بشتى الطرق ليحوّله إلى فندق، لكن في كل مرة تبوء محاولته بالفشل، إلى أن يأتي في النهاية ابن مالكة البيت الأصلية من فرنسا، فينبهر بالمكان، وتحلو له الإقامة في الجزائر، فيستقر في ذلك البيت الذي يقرر الاحتفاظ به، وبعد مد وجزر وصراع طويل ينتهي المسلسل بنهاية سعيدة تتوج بثلاثة زفافات. وقال ذات المتحدث بشأن الداعين للاقتباس من الروايات، ليست كل رواية قابلة لأن تصبح فيلما، وحسبه لابد من سيناريست مختصين في كتابة السيناريو القائم على أساس اللهجة الجزائرية المهذبة لا السوقية. وفي سياق آخر، دعا الممثل لضرورة الأخذ بأيدي الشباب خريجي المعهد الدرامي، حتى يتسنى لهم الإبداع أكثر، لاسيما في المسرح الإذاعي الذي يأمل بعودته، بعد أن كان في أوج العطاء في فترة الستينيات و السبعينيات، باعتباره إحدى المؤسسات الثقافية المساهمة في توعية الجماهير من الناحية التاريخية، البسكولوجية، والأخلاقية، مستدلا في ذلك بالمقولة الصينية "أعطيني مسرحا، أعطيك شعبا متعلما"، ولذلك يرى عجايمي أنه من واجب المسؤولين وضع قطاع الثقافة من بين الأولويات للنهوض بالبلد. ويطمح محمد عجايمي بشغف وحب كبيرين لأداء الشخصية الوطنية للشيخ بوزيان قائد المقاومة الشعبية لبلدية الزعاطشة بمنطقة الزيبان ولاية بسكرة، هذا العمل التاريخي الذي يتمنى تحقيقه دراميا، فبدون تجسيد هذه الشخصية -قال عجايمي- إنه لم يفعل شيئا، لأن الممثل الكفء حسبه هو الذي يتقمص شخصية ما في كل أحوالها وحركاتها، معتبرا اختياره لشخصية بوزيان نابع من قراءاته الكثيرة للمقاومين الشعبيين، بالخصوص الشيخ بوزيان الذي قهر العدو، وحاول استغلال أوضاع فرنسا المضطربة لإعلان الجهاد، فأثار بفضل مقاومة الزعاطشة تضامنًا دينيًا ووطنيًا، إلى أن أعْطيت الأوامر بإبادة سكان الواحة بما فيهم الأطفال، النساء والشيوخ، وكذا قطع أشجار النخيل، وحرق المنازل؛ ورغم ذلك شهدت المنطقة صمود السكان، الذين اشتبكوا مع الجند الفرنسيين بالسلاح الأبيض في الدروب، حتى سقطوا عن آخرهم، ونسفت على إثر ذلك دار الشيخ وسقط الشيخ بوزيان شهيدا وهو قائم يصلي، ليشنق بعدها رفقة ابنه والشيخ الحاج موسى الدرقاوي ويتم تعليقهم على أحد أبواب بسكرة.