كشف سفير جمهورية العراق الدكتور عدير خير الله أمس خلال الندوة الصحفية التي عقدها بفندق "الهنا" بوهران، أن عدد السجناء الجزائريين القابعين بمختلف السجون العراقية بلغ 16 سجينا معظمهم من فئة الشباب تتراوح أعمارهم ما بين ال20 و30 سنة، كلهم قد تم إدانتهم بتهمة تتعلق بالإرهاب ودخول التراب الوطني العراقي بطرق غير شرعية. مطمئنا عائلاتهم وذويهم بأنهم يوجدون في ظروف صحية جيدة ويتم التعامل معهم كباقي السجناء من جنسيات عربية وأجنبية أخرى بما فيها العراقيين. وبخصوص احتمال تسليمهم للسلطات الجزائرية فان هذا حاليا يبقى غير وارد في ظل غياب إتفاقيات تعاون ما بين البلدين في المجال القضائي، رغم وجود اتفاقيات من هذا النوع في إطار اتفاقيات الجامعة العربية، لكن وصفها سفير جمهورية العراق أنها "تبقى مجرد حبرا على ورق " مشيرا إلى إحتمال تسليمهم للسلطات الجزائرية في إطار تبادل السجناء، وهي الآلية التي تبقى واردة لحد الساعة. وفي سؤال حول إمكانية قيام عائلاتهم وذويهم بزيارة على مستوى السجون العراقية كشف سعادة السفير، أن هذا أمر مسموح به في القانون القضائي لبلاد الرافدين، ولا يوجد أي اعتراض على هذه المسالة، لكن يبقى ترسيخ السلطات المحلية الجزائرية وموافقتها على زيارة هذه العائلات لأبنائها شرطا أساسيا، لا يمكن قبول الملف دونه. وبخصوص القمة العربية المرتقب عقدها نهاية شهر مارس ببغداد، أكد المتحدث أن القائمين على تنظيمها يعلقون آمالا كبيرة على مشاركة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لما يتمتع به من خبرة واسعة في حل المشاكل العالقة دبلوماسيا، معلنا أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي لجمهورية العراق سيقوم بتسليم فخامة رئيس الجمهورية دعوة المشاركة الرسمية بالقمة العربية هذا الخميس الموافق للفاتح من شهر مارس، على أن يصل الجزائر يوم الاربعاء 29 من شهر فيفري الجاري مضيفا أن الأصول تقول أن جواب المشاركة من عدمه يعرف بعد تسليم الدعوة وليس قبلها، وهي المشاركة التي تعلق عليها الدبلوماسية العراقية النفس والنفيس من أجل وقف ركوض التعامل التجاري والاقتصادي ما بين البلدين، خاصة بعد تنازل الجزائر عن ديونها للعراق والمقدرة بنصف مليار دولار من أصل 130 مليار كديون العراق ما بعد صدام حسين، زيادة على عودة عمل السفارة الجزائرية بالعراق. وفي نفس السياق كشف السفير العراقي الدكتور عدير خير الله أن مؤسسة " سيفتال" ولجت عالم الاستثمار بالسوق العراقية حيث من المقرر أن تصدر حصة معتبرة من مادة السكر. هذا وقد ستوجه دعوة للمشاركة بالقمة العربية القادمة التي تم تأجيلها فيما سبق لجميع رؤساء وزعماء الدول العربية، أين سيخصص يوم 27 من شهر مارس القادم لاجتماع وزراء الاقتصاد والتجارة يوم 28 لاجتماع وزراء الخارجية، ليتم عقد لقاء رؤساء الدول العربية المشاركة يوم 29 من شهر مارس المقبل .كما رافع السفير العراقي لصالح الاصلاحات الحاصلة إنطلاقا من نظام الحكم البرلماني الذي تطفو صلاحياته وشرعيته على جميع الصلاحيات، بما في ذلك مجلس الوزراء، وكذا على النظام القضائي الذي لا يفرق بين سني وشيعي وبين حاكم ومحكوم في مسألة تطبيق القانون، ومحاكمة نائب رئيس الجمهورية الهاشمي بتهمة دعم الإرهاب في تنفيذه 15 عملية، خير مؤشر على قوة واستقلالية القضاء، زيادة على إزاحة اللوث العالق بالأذهان حول قضية الطائفية بما أصبح يسمى "بحكومة شراكة وطنية "، مستعتبا على أولئك الذين وقفوا ضد خروج الجيش الأمريكي من العراق وقالوا بأن " العراق سيذبح بعضه بعضا"، وهو الطرح الذي يكذبه واقع عراق ما بعد أمريكا في ظل نقص وتراجع العمليات الانتحارية .