لا تزال العائلات القاطنة بالعمارة رقم 164 بالحامة ببلوزداد تعيش في دوامة من القلق والخوف بسبب الخطر الذي يتهددهم بسبب التصدعات والتشققات التي تعاني منها هذه العمارة، والتي يعود تاريخ بنائها الى الحقبة الاستعمارية، مما جعلهم يدقون ابواب كل الجهات المعنية بغية ترحيلهم الى سكنات لائقة تأويهم وتحميهم من اي اخطار قد تحدق بهم. وامام الوعود الكاذبة التي ظلت تلقى على مسامعهم منذ عقود زمنية طويلة دون وفاء لها، لكنهم لم تبقوا مكتوفي الأيدي، بل قاموا بمحاولة ترقيع وترميم الجهات المتضررة على حسابهم الخاص. وفي حديث "الأمة العربية" مع قاطني هذه العمارة، ابدوا تذمرهم الشديد تجاه الوضع المزري الذي يتخبطون فيه جراء تآكل اجزاء عديدة من الشرفات وتصدع جدران البناية وتحول الاسقف الى غربال ممتلأ بالاثقب الذي يسمح بدوره بتسرب المياه الى الشقق، ناهيك عن خطر الشرفات المتآكلة اجزائها على المارة وعلى قاطنيها في حد ذاتهم الذين امتنعوا نهائيا عن الوقوف فيها. كما اكدوا لنا بان مخاوفهم تزداد كلما تهاطلت الامطار، خاصة ان العاصمة عرفت في الاونة الاخيرة تهاطل كميات هائلة من الامطار والثلوج التي زادت من تدهور حالة البناية في حد ذاتها. كما اكد لنا مصدر محلي بان المارة، وخاصة الطلبة القادمين إلى المكتبة المركزية المجاورة لهم انهم اصيب اثر تساقط الاجزاء المتاكلة بجروح خفيفة ومنهم من نقل الى المستشفى. كما ابدوا تذمرهم الشديد تجاه المسؤولين الذين لم يكترثوا لخطورة الوضع بالنسبة لقاطني هذه العمارة او المارين بهذا الحي المهددين بالموت في اي وقت. اضافة الى هذا، صنفت هذه العمارة ضمن الخانة الحمراء والجهات المعنية لم تنفذ قرار الترحيل الذي عاهدتهم به وتركتهم بذات البناية ليجابهوا خطر الانهيار، رغم الترقيعات الذين قاموا بها، الا انها لم تصمد امام شدة الهشاشة التي تعاني منها. امام هذا المشكل وباستمرار الاضطراب الجوي وتساقط الامطار، يناشد السكان الجهات المعنية المختصة بضرورة تدخلهم العاجل لتسوية الوضع وانقاذهم من الخطر وترحيلهم الى سكنات لائقة بعيدا عن الجحور التي يقطنونها والتي تفتقر لادنى شروط الحياة الكريمة.