شبح الانهيار كابوس يهدد سلامة السكان لم يعد شبح انهيار البنايات الهشة القديمة يهدد القاطنين بها فقط بل حتى الأشخاص المارين بمحاذاة تلك الشرفات المتآكلة التي كانت في العديد من المرات سببا في إلحاق الأذى بسقوطها على رؤوس المارين وإحداث خسائر مادية معتبرة، وتتكاثر تلك المباني خاصة بالأحياء التي يعود بناؤها إلى الحقبة الاستعمارية، كباب الوادي والقصبة. ولرصد الوضعية الكارثية عن قرب، تنقلنا إلى بعض من تلك الأحياء التي تعرف انتشارا واسعا لهذه البنايات، حيث توجهنا للحي الشعبي العتيق باب الوادي بالعاصمة والذي عرف مؤخرا سقوط عمارة بإحدى شوارعه ، ناهيك عن العمارة رقم 06 المتواجدة بشارع العربي ماضي، الآيلة للسقوط ،في انتظار تدخل السلطات المحلية التي لم تتحرك لحد كتابة هذه الأسطر، لأجل القيام بالمراقبة التقنية للبنايات ، خاصة التي يعود بناؤها إلى الحقبة الاستعمارية، والتي تتراءى هشاشتها وتصدعاتها للعيان،مما يجبر المواطنين على تجنب المرور بجانبها ، كما أن الحالة النفسية للقاطنين بها صعبة جدا، فخطر الانهيار يتربص بهم في كل لحظة ، خاصة في ظل التقلبات الجوية وتساقط الأمطار بكميات معتبرة في الآونة الأخيرة ، حيث أعرب المواطنين عن تذمرهم اتجاه الوضعية الكارثية التي تحولت إليها عمارتهم، سيما بعدما تحولت أسقف البيوت إلى ممرات لمياه الأمطار، زيادة على الانهيارات التي تحدث بين لحظة وأخرى دون سابق إنذار، مما حول يوميات السكان إلى مخاوف في انتظار سقوط العمارة ، خاصة سكان الطابق السفلي الذين تزداد تخوفاتهم من سقوط أربعة طوابق فوقها و التي ستؤدي حتما بحياتهم. لهذا تساءل السكان عن دور و واجب السلطات المعنية التي تتجاهل وضعية هذه العمارات الهشة وأن تضع إستراتيجية محكمة وجادة تكفل ترحيل تلك العائلات مع إجراء خبرات تقنية في تلك الأحياء لتفادي وقوع كوارث يكون ضحيتها مواطنون أبرياء لا حول لهم ولا قوة، ويكون المسؤول الأول والأخير هذه السلطات التي عليها أن تكون على دراية بكل ما يدور في الإقليم الذي تشرف على إدارته أو على الأقل عدم تجاهل الأمور ، ذلك التجاهل الذي من شأنه أن يكلف ضريبة غالية تكون من أرواح البشر·