كشفت مصالح الدرك الوطني أن التحريات التي تنجز بمصالحها بخصوص قضايا النصب والاحتيال غالبا ما تكون بدايتها شكوى مقدمة من طرف مواطن وقع ضحية تلاعب في وثائق رسمية، وأوقفت ذات الجهات الأمنية مئات المزورين كانوا على رأس ادارات ومناصب حساسة بالدولة . وأضافت مصالح الدرك الوطني أن المعلومات المقدمة من طرف المواطنيين سواء الضحايا أوالشهود تكون لها أهمية كبيرة في إنجاز التحقيقات، وخاصة ما تنتهي بتفكيك شبكات خطيرة في مختلف مجالات الإجرام منها التزوير الذي طال عدة مرافق وادارات عمومية وخاصة، وهذا ما خرجت به عدة تحريات والتي كشفت الطرق المتطورة التي باتت تستعملها مافيا التزوير، حيث انتقلت من الطرق البدائية إلى استعمال أفخم الأجهزة كالكمبيوتر وبرامجه المتطورة التي تمكن من استنساخ وطبع مختلف الوثائق بدرجة عالية من الدقة. وقد بينت التحقيقات التي قامت بها مصالح الدرك عبر عدة قضايا أن العصابات أصبحت تعمل جاهدة على ترويج أعمالها من ذلك اختيار الأسواق والأماكن التي يتم استبدال السلع أوقبض الثمن حيث يصعب تحديد الأسواق أشكالا من العمل يصعب تحديدها بسهولة، كما يتم العمل في أماكن عديدة وتحت مسميات مختلفة، شركات تجارية، سياحية وهمية وحتى مواقع للتسلية . ولهذا الغرض عملت مصالح الدرك الوطني على محاربة ظاهرة التزوير، وذلك بتكثيف عمليات المراقبة والتفتيش، وكذا زيادة عمليات المداهمة التي شملت مختلف بؤر الإجرام حيث تمكنت من توقيف المئات من الشبكات في غضون السنوات الأخيرة عبر كامل ولايات التراب الوطني، ومن بين أهم القضايا التي عالجتها مصالح الدرك الوطني في هذا الإطار، تفكيك شبكة وطنية تمتد إلى عدة ولايات من الوطن منها عنابة، باتنة، برج بوعريرج، وبومرداس هذه الأخيرة مختصة في تزوير وترويج العملة الوطنية والأجنبية بمختلف الفئات بالاضافة إلى تفكيك شبكة مختصة في تزوير الصكوك، راح ضحيتها عشرات من المواطنين إثر إقدام المحتالين إلى انتهاج أسلوب التسديد بالصكوك المزورة أيام العطل ونهاية الأسبوع حتى لا يكشف أمرهم لدى البنوك والتي توصل خلالها الدركيين المحقيقين إلى إثبات أن الشيك مزور حيث تم توقيف الشخصين المحتالين، وهما من ولاية تيزي وزوذوي سوابق عدلية وخلال توقيفهما وتفتيشهما تم حجز بحوزتهما عدة صكوك أخرى مزورة كما اعترف الشخصان الموقوفان بالأفعال الإجرامية الممامثلة التي ارتكبوها من قبل، والتي راح ضحيتها العديد من المواطنين كما تمكنت مصالح الدرك الوطني بولاية برج بوعريريج من توقيف شاب صاحب مقهى انترنيت يروج لافلام مخلة بالحياء، إلا أن تحقيقات مصالح الدرك توصلت إلى معلومات مفادها أن هذا الشخص يزور الوثائق الرسمية حيث تم العثور بحوزته على نماذج من الوثائق الادارية بيضاء منها شهادات العمل ممضاة ومختومة بأختام البلديات، بالإضافة إلى مقرر الإدماج خاص بمديرية التربية لإحدى الولايات المجاورة، بالإضافة إلى شهادات للتكوين المهني مختومة وممضاة على بياض. وقد اعترف المشتبه فيه بعد التحقيق بالتهم المنسوبة اله، مؤكدا أن مطبوعات الوثائق الادارية التي عثر عليها داخل الجهاز حملت بواسطة حامل مغناطيسي.