بعد الضغوط الدولية وفشل مساعدة الداخل شهدت العاصمة القطرية الدوحة، أمس الأحد، أكبر تجمع للمعارضة السورية منذ اندلاع الاحتجاجات في وجه رئيس النظام السوري بشار الأسد.وتهدف اللقاءات إلى إعادة هيكلة المجلس الوطني، وتوحيد جهود المعارضة، وبحث مشروع "حكومة المنفى"، بحسب ما أعلن معارضون. وسيناقش المؤتمر بشكل خاص المبادرة التي طرحها المعارض رياض سيف، وسميت بمشروع هيئة المبادرة الوطنية السورية، وتقترح المبادرة قيادة سياسية مقرها عمان وتكون بديلاً عن المجلس الوطني. ومن جانبه، اعتبر عضو المنبر الديمقراطي المعارض في سوريا ميشال كيلو أن مبادرة سيف هي نقلة من وضع المعارضة المنقسمة على نفسها إلى وضع آخر سيتمخض عنه تشكيل حكومة ستضع حدا للمرحلة السابقة بكل مسمياتها. كما ينتظر أن تجرى خلال المؤتمر انتخابات لاختيار رئيس جديد للمجلس الوطني بعد توسيعه. ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" أن 3 أسماء مرشحة لرئاسة المجلس الوطني، في مقدمتها الرئيس الحالي عبد الباسط سيدا، والرئيس السابق برهان غليون، إلى جانب المعارض والسجين السابق رياض سيف. واعتبر عضو مكتب العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني السوري عبد الرحمن الحاج، أن هناك مشاكل بنيوية تواجه المجلس سيسعى لعلاجها خلال اجتماع الدوحة. وأوضح أن المجلس سيسعى إلى "ترسيخ الديمقراطية الداخلية وإعادة تشكيل هيئاته". من جانبه، قال المعارض السوري كمال اللبواني إن المجلس الوطني غائب عن الثورة بطريقة عمله الحالية، وأكد أن الثورة بحاجة إلى "فئة أخرى متماسكة وقادرة على إدارة الصراع بشكل أفضل". واعتبر اللبواني في تصريح له أن المجلس "أصبح عائقا وأداة تعطيل"، وأن "العالم غيّر من نظرته للمجلس، وهو الآن مع المبادرة التي أطلقتها مجموعة من المعارضين وهدفها إنشاء قيادة سياسية جديدة للمعارضة". وخلص اجتماع احتضنته العاصمة الأردنية عمان، الخميس الماضي، إلى تشكيل ما سمي بهيئة المبادرة الوطنية التي تهدف إلى إنشاء قيادة سياسية جديدة للمعارضة السورية قبل إعلان حكومة مؤقتة في المنفى. وحضر لقاء عمان 25 شخصية بينها رياض سيف الذي دعا إلى الاجتماع ورئيس الوزراء المنشق رياض حجاب وكمال اللبواني وممثل جماعة الإخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني. ووفقا لمحمد العطري المتحدث باسم رياض حجاب، فإن النائب السوري السابق رياض سيف سيعلن خلال اجتماع الدوحة عن المبادرة الوطنية السورية. وأوضح أن المبادرة "عبارة عن إنشاء جسم سياسي جديد للمعارضة السورية يكون ممثلا لجميع شرائح المعارضة، ويتكون من المجلس الوطني (الأعضاء ال14) والمجلس الوطني الكردي (3) والمجالس المحلية التي تعنى بتنظيم الشؤون في الداخل، والمجالس الثورية في الداخل، والشخصيات السياسية والتاريخية، وهيئة علماء المسلمين ورابطة علماء المسلمين". وأشار العطري إلى أن "مشاورات ستجري لمعرفة ما إذا كانت هذه المبادرة ستشكل جسما بديلا عن المجلس الوطني أو ائتلافا جديدا". في المقابل، أعلنت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي عدم مشاركتها في مؤتمر الدوحة. وقال بيان صادر عن الهيئة إن الدعوة إلى المؤتمر "ينقصها التحضير الجيد والمشاركة المسبقة في الإعداد"، مشيرا إلى أن المؤتمر "لن يكون خطوة بناءة في عملية توحيد المعارضة بقدر ما سيكون سببا لزيادة الفرقة والتشرذم". وقرر المكتب التنفيذي للهيئة "عدم مشاركة الأحزاب والشخصيات المنضوية في الهيئة بهذا المؤتمر"، معتبرا أن الدعوة إلى عقده "لا تعبّر عن إرادة السوريين المستقلة". ورأى بيان الهيئة أنه "من المناسب عقد هذا المؤتمر في القاهرة، على أن تدعى إليه كافة أطياف المعارضة السياسية وقوى الحراك وممثلون عن المعارضة المسلحة الديمقراطية، تحت إشراف الجامعة العربية وبمشاركة المبعوث المشترك السيد الأخضر الإبراهيمي". وطالبت الهيئة بأن تكون مهمة هذا المؤتمر "صياغة تصور تنفيذي يحقق الغايات الوطنية للثورة السورية في قيام النظام الوطني الديمقراطي الذي يشمل جميع السوريين ويحقق تطلعاتهم نحو الحرية والكرامة والديمقراطية". ويأتي اجتماع الدوحة بعد دعوة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، الأربعاء الماضي، إلى تجاوز المجلس الوطني السوري وضم من قالت إنهم "يقفون في خطوط المواجهة يقاتلون ويموتون"، مشيرة إلى أن المجلس يمكن أن يكون جزءا من معارضة أكبر. ورفض المجلس دعوة كلينتون ورأى فيها "محاولة لإيذاء الثورة وزرع بذور الفرقة والاختلاف بين مختلف أطيافها". قيادي شيعي: قوات الأسد منهكة وعلى وشك انهيار مفاجئ أكد قيادي شيعي عراقي أن قوات الأسد في غاية الإنهاك، وأنها على وشك الانهيار، ونقلت صحيفة السياسة الكويتية عن قيادي بارز في كتلة "التحالف الوطني" الشيعي التي تقود الحكومة العراقية قوله: إن معلومات وصلت إلى قيادة التحالف منذ أيام قليلة مفادها أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد على وشك الانهيار المفاجئ، بخلاف كل التقارير التي تتحدث عن قوتها وتماسكها. وأضاف القيادي الشيعي: إن المعلومات السرية التي تصل بعض القيادات العراقية والإيرانية تؤكد أن قوات الأسد تعاني من مشكلتين إستراتيجيتين: الأولى: تتمثل في نقص كبير في أعداد الطيارين الذين يقودون الطائرات المقاتلة لمهاجمة مواقع المعارضة السورية المسلحة، وأن معظم الهجمات الجوية يقودها منذ شهور بضعة طيارين يتناوبون على تنفيذ هذه المهمات حصرًا، كما أن المطارات العسكرية تعاني من نقص كبير في الوقود.