شهور ورحى الحرب الكلامية تدور بين مصر والجزائر وطبول الحرب الإعلامية تدق ولا نعرف لمصلحة من هذا التهويل، والكل يعرف أن لا خلاف بين الشعب المصري والجزائري، وما يربط الشعبين أكثر مما يفرق وبغض النظر عن ما تكتبه الصحافة المصرية، فإن بعض وسائل الإعلام عندنا وصلت لحد يجعلك تتخيل أن الجزائر ستواجه الفريق الإسرائيلي وليس المصري، فهل كانت وسائل الإعلام تمارس هذا الدور غير الأخلاقي لو كان الفريق الوطني سيقابل الفريق الفرنسي ؟ وقد رأينا كيف راحت تتمسح هذه "المسيلمات" الإعلامية بخبرة الفريق الفرنسي وتجربته واستفادة الفريق الوطني منه، ورغم أن المباراة توقفت قبل نهايتها وفضيحة الشرطة الفرنسية التي نزلت ضربا في أنصار الفريق الوطني، إلا أن بعض وسائل الإعلام التي ترفع لواء الحرب الكلامية اليوم ضد الفريق المصري لم تحرك ساكنا، رغم تشدقها بالوطنية والتاريخ وغيرها من الكلام الذي يباع "للسردين"، العجيب في الأمر أن المباراة التي ستجري بين الفريقين الشقيقين تدوم 90 دقيقة أو تزيد ببعض الدقائق، مهما كانت نتائجها ستبقى آثارها السلبية حاضرة لسنوات في نفوس الشعبين، إذا ما استمر شحن الأنصار والضغط النفسي على اللاعبين، وكلنا نذكر ماحدث في 1989 حين انهزمت الجزائر أمام مصر، حيث وصلت العلاقات السياسية بين البلدين إلى درجة الفتور، وكادت ان تقطع وليتها كادت تقطع لأجل أهداف الأمة العربية الكبرى ومصالح الدولتين، بل في سبيل كرة القدم خرج الكل منها مهزوم فلا الجزائر تأهلت إلى المونديال ولا مصر نالت كاس العالم، ومن المؤسف جدا أن تتوتر العلاقات بين الأشقاء ليس لسبب ما، بل فقط من أجل "لعب الذر"، وصحافة بلدين غير مسؤولة، ومن منبرنا هذا نقولها بكل روح رياضية نتمنى أن يربح كلا البلدين ليس بنتائج كرة القدم، ولكن بالتعاون وإبداء الفرحة مهما كان الفائز، ولو كان لنا عقول لجعلنا من هذه المقابلة عرسا يخرج فيه الكل فائزا مهما كانت النتائج، ولمن يريدها حربا عليه أن يبحث عليها في مكان آخر، فمصر في القلب والجزائر في القلب.