قال رئيس المؤسسة الجزائرية للجراحة التجميلية "SAME" وعضو في الاتحاد الدولي للطب التجميلي، البروفيسور محمد أوغانم، في ختام أشغال الملتقى الوطني 11 للجراحة التجميلية، أمس الأول الجمعة، الذي نظم على مدار يومين بفندق "الماركير" بالعاصمة، وتمحور حول موضوع "علاج التورمات الجلدية"، قال إن نسبة الإصابة بسرطان الجلد والأمراض الجلدية الأخرى بالجزائر في ارتفاع مستمر منذ سنة 2000، ويتوقّع الأسوأ خلال السنوات الخمس المقبلة ما لم تتدخل السلطات العمومية لوضع حد لفوضى قطاع التجارة في مستحضرات التجميل ومراقبة معاهد الجراحة التجميلية. وأوضح البروفيسور محمد أوغانم أن السبب الرئيسي الأول في ارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض الجلدية يكمن في الاستخدام العشوائي لتقنية التجميل عن طريق تقنية الليزر، وأيضا استخدام المواد الكيميائية شبه صيدلانية الرائجة حاليا في الأسواق الموازية، ومعظمها إما مقلّد عن كبريات الماركات العالمية، أو منتهية الصلاحية، إلى جانب عوامل ثانوية أخرى تسبب أمراضا جلدية مستعصية مثل داء "الطفح الجلدي" و"الخمج البكتيري"، وتتعلق مسبباتها أساسا بالنظام الغذائي غير الصحي وغياب ثقافة التعامل السليم مع المؤثرات الطبيعية الخارجية. وأضاف الدكتور أوغانم أن الهدف الأساسي المتوخى من تنظيم هذا المؤتمر، هو أولا التوعية والتحسيس من المخاطر التي تحدق بالصحة العمومية من جراء الأسباب السالفة الذكر، وأيضا عرض آخر ما توصل إليه في مجال تكنولوجيا طب التجميل والتي أصبح العمل بها جار في الجزائر، لكنه اعترف بوجود فراغ قانوني كبير في مجال الطب التجميلي في الجزائر، الأمر الذي فسح المجال للمتطفلين على المهنة والذين لا يحملون أي صفة "علمية" تخول لهم إجراء عمليات على درجة عالية من الخطورة مثل تقنية العلاج عن طريق تقنية الإشعاع الليزري أو الحقن في البلازما غني بالصفائح، وشدد البروفيسور أوغانم على ضرورة أن تتحمل السلطات المعنية في إشارة إلى وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات ووزارة التجارة كامل مسؤولياتها والتدخل عاجلا لمراقبة نشاط ما يسمى ب"معاهد التجميل" التي تعمل بشكل فوضوي، مشيرا إلى أن ازدياد عددها خلال السنوات الأخيرة إنما هو بدافع "البزنسة والربح" على حساب الصحة العمومية. وقد شكلت الطرق الكفيلة بعلاج التورمات الجلدية المتعلقة بالعد الشائع أو ما يعرف بالعامية ب "حب الشباب" وكيفية إزالة التشوهات التي تصيب الجلد جراء هذا الداء موضوع أشغال الملتقى الذي يصادف الذكرى 10 لإنشاء هذه المؤسسة، حيث خصص لمناقشة أهم المشاكل الصحية المتعلقة بالجلد. وقد جمع الملتقى أكثر من 350 طبيبا مختصا في الجراحة التجميلية وعلاج أمراض الجلد، من بينهم أطباء من بلدان أجنبية، لاسيما من فرنسا وتونس، لتبادل التجارب والخبرات والتعرف على أهم المستجدات الحاصلة في مجال الجراحة التجميلية وأنواع الأدوية والمستحضرات المستعملة حاليا.