فيلم تلفزيوني سوري حول "الحرب على غزة" وعلى الرغم من أن العمل لم يعرض بالشكل الكافي على كل الفضائيات العربية، إلا أنه يعتبر نقلة نوعية في الدراما العربية، لتعنى بالأحداث القريبة، وتجسدها بالصوت والصورة وبرؤية عربية للقضية العربية. كما نذكر فيلم "الحصار" للمخرج سمير عبد الله الذي تطرق إلى حصار الرئيس الراحل "ياسر عرفات" في رام الله أثناء الاجتياح. نفس الشيء يتكرر مع الأحداث الأخيرة التي شهدها قطاع غزة، والتي أصبحت هي الأخرى مرجعية بعض الأعمال الدرامية العربية، آخرها الفيلم التلفزيوني السوري الذي يعكف الناقد والمسرحي أنور محمد على كتابة سيناريو العمل،حيث كشف أنور محمد في تصريحه ل «الأمة العربية»، أنه بصدد كتابة سيناريو فيلم تلفزيوني حول أحداث غزة الأخيرة، لحساب إحدى القنوات السورية. وقال أنور محمد خلال زيارته للجزائر مؤخرا، أنه انتهى من وضع التصور الأولي للسيناريو الذي لن يأخذ فيه الحوار الحيز الكبير، موضحا أنه لن يتكئ على الصورة التي تناقلتها وسائل الإعلام والفضائيات حول الأحداث، وإنما سيتطرق للموضوع من خلال ردود فعل الشارع العربي، وكيف تعايش الشعب العربي مع تلك الأحداث وكيف تأثرت حياتهم اليومية بما حدث لسكان غزة. ويضاف الفيلم التلفزيوني إلى مجموعة الأعمال التي ستكون أحداث غزة موضوعها، وإلى تلك التي وظفت الحرب في البناء الدرامي كخلفية للعمل المقدم، فضلا عن الأعمال التي استفادت من الحرب لتخرج إلى النور بعد أن تحركت ضمائر المنتجين لإنجاز عمل حول القضية الفلسطينية تضامنا مع الشعب الفلسطيني، ويتعلق الأمر بمسلسل "القدس" الذي سيكون من أضخم الأعمال الدرامية المقدمة حول القضية الفلسطينية. فبعد مرور عدة سنوات عن إعلان المخرج الفلسطيني المقيم في سورية "باسل الخطيب" تحضيره لمسلسل يروي تاريخ مدينة القدس لمواجهة الادعاءات الإسرائيلية حول انتسابهم إلى المدينة المقدسة، يجد المخرج الممول لعمله، وذلك إثر الأحداث الأخيرة التي عرفتها غزة، حيث أعلن المنتج المصري تامر مرسي استعداده لإنتاج المسلسل تضامنا مع الفلسطينيين. من جهة أخرى يظهر على الواجهة مشروع فيلم سينمائي فلسطيني فرنسي، اتفقت شركات فرنسية وفلسطينية على إنتاجه، ويروي العمل مأساة غزة الأخيرة، خلال ال 20 يوما التي قبعت فيها المدينة تحت القصف الإسرائيلي لها. حيث سيعتمد المنتج عاطف عيسى مدير شركة استوديوهات المجموعة الإعلامية "ميديا جروب" في غزة، والمخرج الفرنسي من أصول مصرية، سمير عبد الله على مادة إعلاميةكبيرة تم تصويرها خلال فترة الحرب، ولذلك من المتوقع أن يكون العمل في جزأين هامين "معاناة الناس والصحافيين"، مدة كل واحد 45 دقيقة. أحداث غزة ستكون هي الأخرى خلفية المسلسل التلفزيوني المصري "البوابة الثانية" للمخرج علي عبد الخالق، سيناريو وحوار كوثر مصطفى ومحمود عبد الخالق، حيث ستصور مشاهد من الاعتداءات على الشعب الفلسطيني على النحو التي حدثت عليه الاعتداءات الأخيرة على غزة. و سيعرض المسلسل في شهر رمضان القادم، وتشارك فيه نخبة من الفنانين من مصر وعلى رأسهم الفنانة نبيلة عبيد وهشام سليم وأحمد ماهر، ومن لبنان كرمن لبس كارمن لبّس، فادي إبراهيم، ومجدي مشموشي . ويعتبر النقاد أن التفات المخرجين والمنتجين العرب إلى الأحداث الواقعية في أعمالهم الفنية، تأريخا آنيا لتلك الأحداث والمواقف الإنسانية الحرجة التي يمر بها الإنسان العربي، كما اعتبروا أن هذه الأعمال في حد ذاتها بمثابة السلاح الذي يشهر في وجه الحرب الإعلامية للصحافة الغربية التي تعمل على تعتيم الوقائع والتستر على جرائم الاحتلال الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني. كما يتوقع المهتمون بالمجال السينمائي والتلفزيوني أن تحقق هذه الأعمال نجاحا كبيرا نظرا لحساسية المواطن العربي اتجاه القضية، وذلك على غرار ما حققه مسلسل "التغريبة الفلسطينية" لحاتم علي، من نجاح منقطع النظير، وكذلك الأمر بالنسبة لمسلسل"الاجتياح" لشوقي الماجري.