من خلال تقديم عرضين 'مملكة الألوان' و 'نجمة' عرض المسرح الجهوي لتبزي وزو 'كاتب ياسين'، عملا لجمعية المسرح البودواوي لبومرداس مسرحية للأطفال بعنوان 'مملكة الألوان' لكاتبها ومخرجها محمد منصور، والتي تعالج في خمسين دقيقة من الزمن قضية الخير والشر.تدور أحداث المسرحية في حديقة كبيرة تضج بالألوان الكثيرة، معلنة عن فرحها وسكينتها في هذا العالم، ليقع بعدها ما لم يكن في الحسبان، يحل الظلام ويعصف بمملكة الألوان في قالب سينوغرافي وقعه رضوان زوقاري. ووسط صراع كبير زادت من حدته الأصوات الموسيقية المرعبة التي أبدع في تركيبها الموسيقي سليم بن بوعبد الله، للتعبير على سيطرة الظلام على الألوان و حجزه لها.. تتوالى الأحداث وتلج في خيال الطفل الذي يدخل في جملة من التساؤلات عن سر الظلام المرعب؟ وأين ذهبت جمالية الألوان؟ ماذا حل بها؟ هل هذا هو الواقع أم الخيال؟ لتنفرج عقدة القصة في الأخير لما تأتي الملكة البيضاء لتفك قيودهم وتعود المياه إلى مجاريها وتعم الفرحة من جديد بالحديقة. هذا، ولقد اعتلى أمس ممثلو المسرح الوطني الجزائري على خشبة مسرح تيزي وزو، بعرض عملهم الجديد الذي يدخل في إطار خمسينية الجزائر، والموسوم ب 'نجمة' لمؤلفها كاتب ياسين ومخرجها أحمد بن عيسى، بمشاركة ثلاثين ممثلا من عدة جهات من الوطن. تعالج مسرحية 'نجمة' المسيرة النضالية للشعب الجزائري منذ عهد الإستعمار الفرنسي، وقصة عشقه ل "نجمة" الإسم الرمز للوطن وللحب الأول، بحيث تنطلق الأحداث بحوار يدور بين رجل وزوجته من قبيلة "بني كبلوت" من ڤالمة، الذي يستبشر بقدوم طفل يدعى "لخضر" يتنبأ له بأن يكون شابا ثائرا وصنديدا مثل أجداده الذين قاوموا الاستبداد والظلم. تنساق الوقائع بطريقة متسلسلة على وقع الموسيقى المستقاة من التراث الأمازيغي الشفوي إلى أن يظهر لخضر، وتبدأ قصة حبه مع نجمة ليجد نفسه في صراع مع حبه لها وحبه لوطنه الجزائر، فتبرز إثرها مشاهد لشخصيات نضالية تلبس أزياء تقليدية جسدت كافة مراحل المقاومة الجزائرية منذ 1830. وقال المخرج أحمد بن عيسى عن العرض المسرحي 'نجمة':' إنه جاء على نمط أسطورة تحكيها تنسجها جداتنا بخيوط حكاية "لونجا" التي ارتبط بها ياسين عضويا'، مضيفا أن قراءته لنجمة تدخل في حدود الخيال وفي إطار الفضاء التعليمي والتكويني'. للعلم، نص العرض 'نجمة' لكاتب ياسين أعده رشيد صوفي، بينما الترجمة قام بها حسين طايلب و الدراماتورجيا برؤية علي عبدون، في حين كان الاخراج والسينوغرافيا لأحمد بن عيسى رفقة مساعده علي عبدون وإبراهيم جاب الله، أما الكوريغرافيا فهي لنعمان محمد والموسيقى لشيخ أمين، وتصميم الأزياء لمايني فاطمة الزهراء.