كرم المسرح الوطني “محي الدين باشطرزي"، سهرة أول أمس، كلا من أعضاء الفرقة الفنية ل«جبهة التحرير الوطني" أمثال الطاهر عميري وبن ابراهيم زهرة ورقية دري، إلى جانب الفنان سيد علي كويرات وروح الأديبين الراحلين مصطفى كاتب ومحمد بوذية، وذلك خلال الحفل الذي أقيم بالمسرح الوطني بمناسبة مرور نصف قرن على تأسيسه. وقدم المخرج المسرحي أحمد بن عيسى العرض الشرفي لمسرحية “نجمة" المأخوذة عن رواية الأديب كاتب ياسين والتي شارك فيها نخبة من ممثلين هواة، حيث يعالج هذا العمل المسرحي من خلال مضمون الرواية؛ فترة من تاريخ الجزائر ناضل فيها الشعب ضد الاستعمار الفرنسي. وتخلل أحداثها قصة حب إمرأة تدعى “نجمة" التي رمزت للجزائر والمحبوبة في نفس الوقت، إذ تنطلق أحداث القصة التي اختار لها بن عيسى “ديكورا" بسيطا لطالما استعمله كاتب ياسين في المسرح الشعبي وفرقته “مسرح البحر" من حديث رجل مع زوجته من قبيلة “بني كبلوت" توقع لها أن ترزق بطفل يدعى “لخضر" ويرث عن أجداده نزعة ثورية وكرها للاستعمار. وتتوالى الأحداث إلى أن يظهر “لخضر" شابا فتيا يعيش قصة حب مع “نجمة" التي تنتمي هي أيضا لذات القبيلة، حيث يجد نفسه في صراع مع حبه لها وحبه لوطنه. وتتسارع أحداث المسرحية في عدة مشاهد أخرى وقصيرة وتظهر فيها عدة شخصيات نضالية، جسدت مقاومة الشعب الجزائري ضد المستعمر الفرنسي. وبقي المخرج وفيا لوجهة نظر كاتب ياسين، حيث استعمل أزياء تقليدية ولهجات جزائرية مختلفة وأغان باللغة الأمازيغية مثلت بذلك مختلف المناطق الجزائرية والتي ساعد على تجسيدها 30 ممثلا من عدة جهات بالبلاد. من ناحية أخرى، أوضح أحمد بن عيسي أنه أراد تقديم “المسرحية باللغة العامية لتكون قريبة من الجمهور وأن هذه التجربة التي خاضها رفقة هواة في الورشة التكوينية أراد من خلالها العودة إلى اللبنات الأولى التي ساهت في تأسيس المسرح الوطني الجزائري، حيث كانت جامعة لممثلين هواة منذ تأميم هذه المؤسسة الثقافية. وإلى جانب العرض المسرحي؛ ستقدم عروض خاصة بفنون الكلام ستقام بمختلف المؤسسات الثقافية بالجزائر العاصمة على غرار مكتبة “مولود فرعون" ومتحف الخط العربي والمنمنمات والمتحف الجزائري للفنون الحديثة.