سيكون، اليوم، ولمرة أخرى ملعب روايال بافو كينغ بمدينة روستنبيرغ مسرحا للمواجهة الأخيرة للمنتخب الوطني في منافسة كأس أمم إفريقيا التي تحتضنها حاليا جنوب إفريقيا، وذلك أمام منتخب كوت ديفوار. حيث ورغم أن المباراة ستكون شكلية لكلا الطرفين، إلا أن أغلب المتتبعين يرون بأنها ستعرف إثارة كبيرة وتنافسا شديدا. ف "الخضر" الذين غادروا المسابقة بشكل رسمي قبل موعد اليوم، يسعون للخروج بشرف بتسجيل فوز سيكون بمثابة دعم معنوي للاعبين قبيل استئناف تصفيات كأس العالم 2014. وأكثر من ذلك، فإن الناخب الوطني حليلوزيتش يريد التأكيد على أن فريقه لا يستحق الخروج المبكر من خلال تقديم أداء راقي، خاصة وأن أشباله سيلعبون دون أي ضغط، وهو نفس الأمر الذي ينطبق على المنتخب الإيفواري، الذي يعتبر هذه المواجهة بمثابة فرصة للتحضير للدور ربع النهائي، وبالتالي سيركز المدرب الفرنسي صبري لموشي على الأداء الجماعي وكيفية تحسينه، إذ أن النتيجة لا تمثل أية أهمية باعتباره قد حقق الهدف وهو التأهل للدور القادم. ومن جهته، فالمدرب البوسني يسعى أيضا للثأر من فريقه السابق وبالخصوص الإتحاد الإيفواري لكرة القدم الذي أقاله من على رأس منتخب الفيلة بطريقة مؤسفة عن طريق الفاكس وذلك بعدما أقصي في الدور ربع النهائي لكأس أمم إفريقيا 2010 على يد "الخضر" في مباراة مجنونة. تغييرات منتظرة على التشكيلة ومن المنتظر أن يعتمد الناخب الوطني على تشكيلة مغايرة، حيث سيمنح الفرصة لبعض العناصر التي لم تشارك في مبارتي تونس والطوغو لتجريب حظها هي الأخرى واستغلال فرصة غياب الضغط. فحسب بعض المصادر، فمن الممكن جدا أن يتم إقحام اللاعب فوزي غولام في مكان جمال مصباح على الرواق الأيسر، بينما سيعود المدافع كارل مجاني إلى مكانه بعدما غاب عن مباراة الطوغوأين تم إقحام رفيق حليش. وخلال الحصة التدريبية الأخيرة التي أجراها "الخضر"، يوم أمس، يكون التقني البوسني قد قرر إحداث تغييرات أخرى حسب درجة الجاهزية لكل لاعب، فيما تبقى مشاركة لاعب سوشو الفرنسي رياض بودبوز في يد حليلوزيتش. أنصار "الخضر" لم يتصورا أبدا أن تكون مواجهة اليوم بدون روح هذا، وكانت الجماهير الجزائرية تنتظر بشغف كبير هذه المباراة وهي لا تزال تحتفظ بذكريات تلك الملحمة التي صنعها "الخضر" أمام الفيلة سنة 2010 والتي تبقى راسخة في أذهان الجميع، حيث لم يكن أحد يتمنى أن تكون مواجهة اليوم بمعطيات مغايرة تماما مع غياب الروح عنها، وهو ما يجعل عنصر الشوق والسوسبانس غائبا، ولهذا فقد ذهب الكثير من الأنصار إلى حد التأكيد على عدم مشاهدة المباراة، وهي النتيجة المباشرة للخسارة أمام الطوغو، حيث أن الفوز على هذا الأخير كان سيجعل من موعد اليوم قمة حقيقية، ولكن انقلبت الطاولة على الناخب الوطني حليلوزيتش ومعه أشباله، فأصبحت مجرد مواجهة شكلية. لموشي "نسعى للفوز بكل المباريات وإحراز اللقب" أكد مدرب منتخب كوت ديفوار، الفرنسي صبري لموشي أن فريقه يسعى للفوز بكل المباريات من أجل الوصول إلى المحطة النهائية والتتويج باللقب الذي طالما انتظرته الجماهير الإيفوارية منذ مدة، حيث قال في هذا السياق "منتخب كوت ديفوار يسعى إلى احراز اللقب ويجب ألا يعتمد على نجم واحد، لأن على كل لاعب فيه أن يكون في خدمة المجموعة". وأعرب لموشي عن انزعاجه واستيائه الكبير من لاعبيه في المباراة الأولى ضد الطوغو، قبل أن يرتاح نفسيا بعد الفوز على تونس 3/0 ويحق له أن يطمح إلى أن يكون المدرب الذي يحمل الكأس الأولى لكوت ديفوار منذ 20 عاما، والثانية في مشاركتها العشرين في النهائيات بوجود هذا الجيل الذهبي الذي شارف نجمه على الأفول مع تخطي الثلاثين من العمر.