شدد الباحث وأستاذ التاريخ المعاصر بجامعة وهران الدكتور رابح لونيسي أمس الأحد بوهران على ضرورة حضور المؤرخين الأكاديميين خلال جمع الشهادات التاريخية للمجاهدين وصناع الثورة التحريرية بغية كتابة التاريخ بشكل صحيح.وأوضح هذا المؤرخ على هامش أشغال يوم دراسي نظمه مخبر التاريخ بالتعاون مع قسم العلوم الإنسانية لجامعة وهران أن كل ما يوجد حاليا من شهادات على لسان المجاهدين والمشاركين في ثورة نوفمبر يعتبر"ذاكرة فحسب"، مضيفا أنه "لم يتم الوصول بعد إلى كتابة "أكاديمية" لتاريخ الثورة التي يمكن أن تعتمد على نقد هذه الذاكرة". وأكد أن كتابة تاريخ ثورة التحرير يجب أن تكون بمسؤولية وأمانة تصون التاريخ والذاكرة الجماعية من التزييف والتحريف وتحمي الأجيال من الوقوع في المغالطات. واعتبر السيد لونيسي في هذا الصدد أن حضور المؤرخ خلال جلسات أخذ الشهادات "أمر أساسي" كونه القادر على جعل الشاهد يتكلم بدقة وبوضوح أكثر بطرحه للأسئلة المناسبة واستخدامه للتسلسل الزمني في الأحداث و هو ما يجعله يقترب من الحقيقة بشكل كبير. وأبرز أن المجاهدين والمشاركين في الثورة هم بشر يقعون تحت طائلة الخطأ والصواب والسهو والنسيان وبالتالي فإن ما يقال في شهاداتهم ممكن أن تتحكم فيه عوامل نفسية أو حساسيات وغيرها، وبالتالي فليس كل ما يقال فيها صحيحا 100 بالمائة". وخلال أشغال هذا اللقاء الذي حضره طلبة قسم التاريخ أشار الأستاذ رابح لونيسي في مداخلة له بعنوان "رمزية الشهيد في بناء الأمة" أن فرنسا أرادت من خلال مساسها برموز الجزائر ضرب الوطن في عمقه وتفكيك وحدته وزعزعة صفوف شعبه، مشيرا الى أن احتفالها بالأمير عبد القادر "كصديق لفرنسا" وإدعائها أنه استسلم ولم يتم القبض عليه لأكبر دليل على ذلك.