الرئاسة: قرار إقالة المستشار خالد علم الدين لا علاقة له بانتمائه الحزبي اشترطت جبهة الإنقاذ المصرية المعارضة استجابة رئيس البلاد محمد مرسي لجملة مطالب في مقدمتها تشكيل حكومة محايدة، واختيار نائب عام جديد كي تشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة المتوقع إجراؤها في غضون شهور قليلة. وتلا سامح عاشور عضو الجبهة هذه المطالب أمام الصحفيين أول أمس أمس الثلاثاء، وهي تشكيل حكومة محايدة تحظى بثقة جميع الأطراف، وتشكيل لجنة قانونية لمراجعة المواد الخلافية في الدستور وطرحها للاستفتاء، واختيار نائب عام جديد. وكانت جبهة الإنقاذ أعلنت من قبل عن هذه المطالب, ودعت مرارا إلى التظاهر في محاولة لدفع مرسي إلى الاستجابة لها. وتردد قبل أيام أن الرئيس المصري قد يقيل حكومة هشام قنديل، لكن الرئاسة نفت تماما ذلك، وكانت قالت قبل ذلك إن الحكومة الحالية ستستمر في عملها حتى الانتخابات البرلمانية القادمة. في السياق أعلن التيار الشعبي وهو حزب مصري معارض أنه لن يخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة في مصر، وبرر ذلك بأنه لن يدعم نظاما انقلب على أهداف ثورة يناير وتضحيات شهدائها ومصابيها، حسب تعبير بيان للتيار. وأكد التيار الذي يتزعمه حمدين صباحي أنه سيبقى ضمن جبهة الإنقاذ ولن ينسحب منها كما تردد مؤخرا. وقال إنه يدعم ما سماه كل أشكال المقاومة المدنية السلمية بما فى ذلك العصيان المدني كإحدى الوسائل السلمية في النظم الديمقراطية. من جهة أخرى قالت الرئاسة المصرية أول أمس الثلاثاء إن قرار إقالة مستشار الرئيس لشؤون البيئة خالد علم الدين من منصبه يتعلق بشخصه ولا علاقة له من قريب أو بعيد بانتمائه الحزبي. وأضافت الرئاسة أن القرار جاء بناء على ما توفر لديها من معطيات رأت معها استحالة استمرار علم الدين في أداء دوره، حفاظا على المكانة التي تتمتع بها مؤسسة الرئاسة التي ذكرت في وقت سابق أنها استندت في قرارها إلى تقارير رقابية عن استغلاله منصبه. وطالب علم الدين -المنتمي إلى حزب النور السلفي- أول أمس الاثنين الرئيس مرسي شخصيا بالاعتذار، مضيفا أن اتهامه من طرف الرئاسة باستغلال نفوذه "طعنة في الخلف لن يغفرها". من جهة أخرى، نفت مؤسسة الرئاسة المصرية أمس شائعات عن إقالة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، وعبرت عن ثقتها واعتزازها وثقة الرئيس مرسي في "الدور الوطني والقيادي المتميز" الذي يقوم به السيسي. على صعيد آخر، تسلم مجلس الشورى أمس قرار المحكمة الدستورية العليا بشأن قانون الانتخابات البرلمانية, التي أعادته أمس إلى المجلس لوجود عوار دستوري في عدد من نصوصه. وقال وكيل اللجنة التشريعية صبحي صالح في تصريحات لمراسل الجزيرة في القاهرة إن اللجنة ستنتهي من إعداد تقريرها الخميس المقبل على أقصى تقدير، مؤكدا التزامها بالحكم الصادر من المحكمة الدستورية كاملا. وعقدت المحكمة جلسة أمس لبحث القانون الذي أحاله مجلس الشورى إليها في وقت سابق، وفقا للدستور الذي يعطي المحكمة حق الرقابة المسبقة على دستورية قوانين الانتخابات ومباشرة الحقوق السياسية. وقد تعطل هذه الخطوة إجراء انتخابات مجلس النواب التي كان يتوقع أن تجرى في أبريل المقبل. وكان من المنتظر أن يقر الرئيس مرسي قانون الانتخابات يوم 25 فبراير الجاري، ويحدد موعدا لاحقا للانتخابات التي يرجح أن تجرى على أكثر من مرحلة في مناطق مختلفة. وتدخلت المحكمة الدستورية التي تضم بعض القضاة من عهد نظام الرئيس السابق حسني مبارك مرارا أثناء الفترة الانتقالية بالبلاد، وحلت مجلس الشعب الذي انتخب أعضاؤه بعد الثورة المصرية عام 2011، غير أن الدستور الجديد الذي أقر في ديسمبر/كانون الأول الماضي غيّر شكل المحكمة وقلص عدد أعضائها.