في خامس يوم من المحاكمة التي استقطبت إهتماما واسعا، وأسالت حبرا كثيرا، جاء استجواب المتهم الرئيسي في قضية إختلاس 3200 مليار سنتيم من البنك الوطني الجزائري، عاشور عبد الرحمن رياض، الذي قال في أهم ما دافع به عن نفسه إن 2100 مليار سنتيم المتابع من أجلها هي رقم أعماله، مؤكدا أن شركاته ليست وهمية، وأن القضية ما هي إلا "مؤامرة حيكت ضده من أجل الزج به في السجن"، من طرف جماعة قال "أعرفهم ولا أريد ذكر أسمائهم". وتقدم عاشور عبد الرحمن عند المناداة عليه، بعد 05 أيام من متابعته باهتمام تصريحات شركائه الذين علقوا كل التهم عليه. القاضي: عاشور، لقد سمعت جيدا محاكمة رفاقك، وآخرهم يقول إن عاشور هو من فعل كل شيء. المهم، أنت متهم بقيادة جمعية أشرار، والمشاركة في اختلاس أموال عمومية. عاشور: سيدي الرئيس، على كل حال أنا أتمسك بكل تصريحاتي أمام قاضي التحقيق. إذن، أسألك مباشرة؟ نعم. لا تغضب فقط (يقول القاضي بن خرشي المعروف بصرامته). لا أغضب منك سيدي الرئيس. الشركات وهمية أم واقعية؟ فالخبرة تقول وهمية (يضيف القاضي). واقعية ولها نشاط قائم بذاته. القاضي يتوجه لشريك عبد الرحمن: هل عملتم في الواقع؟ شريك عبد الرحمن نعم عملنا. القاضي يطلب منه الجلوس، ويضيف: أمس قلت أثناء استجوابك: "لم أعمل، ولا أعرف شيئا عن هذه الشركات"، واليوم أصبحت تقرّ بوجود نشاط أنكرته أمس. القاضي يتوجه لعاشور: كنت تأخذ شيكات للمخالصة، كانوا يدفعون لك، أم ينتظروا الإشعار بالمصير، وهذا العمل هل هو قانوني أم لا؟ القاضي: الشيكات عادت بدون رصيد؟ عاشور: لم يعلموني بالأمر. القاضي: يتوجه إلى مدير وكالة شرشال: قلت إن الشيكات كانت بدون رصيد؟ المدير: نعم، هي كذلك سيدي الرئيس. القاضي (لعاشور): ماذا عن الملايير التي اختلست ال 2100 مليار؟ عاشور: هذا رقم أعمالي. هذه ملايير؟ شركاؤك قالوا إنك من حوّل الأموال؟ أعيد، الرقم الموجود في الخبرة 2100 مليار سنتيم هو رقم أعمالي. ما هي ممتلكاتك يا عاشور؟ (يقصد العقارات). ليس لي ممتلكات. لماذا كتبت العقارات باسم زوجتك؟ عاشور: والدها تاجر معروف وهي أملاكها. 05 فيفري 2005 هربت إلى المغرب؟ عاشور: لم أهرب. هل كان لديك مشاكل مع وكالة البنك الوطني الجزائري بعين البنيان؟ استفدت من قرض منها وسددته. الملف يقول إنك دخلت في مشاكل مع الوكالة لعدم تسديدك القرض.. سدّدته سيدي الرئيس. أحلت إلى القضاء، لأنه لم تكن لديك ضمانات عن ذلك القرض. أنكر هذه مكيدة من أجل تكسيري، أنا أملك شركات كبرى ورجل أعمال بأتم معنى الكلمة. عاشور يضيف: أرجوك سيدي الرئيس اعطني الوقت للكلام، القضية كلها على ظهري، سيدي الرئيس أنا متابع من أجل جريمة وهمية، أين هي ال 1956 شيك التي تتحدثون عنها؟ أعطوني جسم الجريمة، وسأقبل بقطع عنقي. النائب العام: صدقني يا عاشور، لما سمعت المبلغ شعرت بالخوف. عاشور: سيدي النائب العام، عندما تحكم على شخص ب 10 سنوات أو المؤبد. يبدو لك الأمر عاديا، كل شخص يبدو له عمله عاديا. القاضي: من المسؤول عن مخالصة شيك بدون رصيد. عاشور: إطارات البنك. استأنفت محكمة الجنايات، أمس، جلسة محاكمة عاشور وشركائه لليوم الخامس على التوالي، حيث تم استجواب من قيل إنه الذراع الأيمن لعاشور عبد الرحمن، ويتعلق الأمر بالمدعو "رابح.ع" مهندس في المكانيك، وهو شريك عاشور في عدة شركات والمتابع بجناية تنظيم جمعية أشرار، المشاركة في اختلاس أموال عمومية، النصب وإصدار شيك بدون رصيد. عند مواجهة المتهم، الذي دافع عن نفسه بشراسة، أنكر كل ما وجه إليه من تهم، مشيرا إلى أنه تعرّف على عاشور عبد الرحمن سنة 93 لما كان لدى هذا الأخير مطبعة، وأنه عام بعدها دخل معه في شراكة، مؤكدا أن عمله لم يحد عن المشروعية. وفيما لم يحدد المتهم رغم إلحاح هيئة المحكمة إن كان شريكا في السبع شركات المذكورة في الملف، أم عاملا بها، فقد أكد أنه لم يسحب الأموال بواسطة شيكات بدون رصيد، رغم أن الحسابات المستعملة تحمل اسمه، إلا أنه أكد أنه أعطى وكالة لعاشور عبد الرحمن الذي "استعملها ربما لسحب هذه الأموال الطائلة". يذكر أن المتهم فر إلى المغرب بعد انفجار القضية، شأنه شأن عاشور (جمال ستوف)، وقد تم تسليمهما للسلطات الجزائرية بعد مفاوضات كبيرة بينها وبين نظيرتها المغربية، إلا أن المتهم أنكر الفرار، مدعيا ذهابه من أجل "السياحة" فقط، وهو ما يثبت الملف عكسه تماما، نفس الإنكار التزم به "جمال.س" صهر عاشور، والذي كان هو الآخر في حالة فرار وتسلمته السلطات الجزائرية من المغرب مؤخرا. وقد توبع "رابح.ع" عن سحب شركته المسماة (رودرسيتروم) المساهمة في أكثر نسبة من الاختلاس، لمبلغ فاق 1800 مليار سنتيم من حسابها في شرشال، وذلك عن معاملات بينها وبين شركة "ناسيونال أبليس" لصاحبها عاشور. وعن النشاطات التي مكنت الشركة من إدخال مبلغ كهذا، قال المتهم، إنها تنشط في "الأفلام" وبدأت بمليار ووصلت إلى هذا الرقم، لكن الملف يقول إن الشركة وهمية والأموال سحبت من رصيد فارغ، في وقت تمسك عينوش بالإنكار والتفنيد.