الجولة الثالثة من تصفيات كأس العالم 2014 يخوض المنتخب الوطني اليوم مباراة جد هامة تدخل في إطار الجولة الثالثة لتصفيات كأس العالم 2014 أمام نظيره البنيني، حيث لا سبيل أمامه لرد الاعتبار وإحياء آمال التأهل إلى الدور الأخير سوى الفوز بإقناع، فالكثير من المعطيات التي أفرزتها نهائيات كأس إفريقيا للأمم السابقة والتي كانت مشاركة الخضر فيها كارثية على طول الخط، تجعل الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش وأشباله أمام حتمية منح صورة مغايرة عن الفريق وإلا فإن الأمور ستزداد سوءا وتقهقرا، إذ أن أي تعثر جديد من شأنه أن يضرب استقرار التشكيلة ويدفع الأنصار إلى المقاطعة والمدرب إلى الاستقالة، وهوما يعني بأن مواجهة اليوم تعتبر حاسمة ومصيرية بالنسبة للخضر، وتنتظر الجماهير العريضة التي من المنتظر أن تغص بهم مدرجات ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة بفارغ الصبر رؤية طريقة لعب مختلفة وفعالية حاضرة وأهداف كثيرة، وهوشرط أساسي لاستعادة الثقة. حليلوزيتش يدرك بأنه يلعب مواجهة حاسمة ومصيرية بالنسبة لمشواره مع الخضر ويدرك التقني البوسني جيدا بأنه سيلعب مواجهة مصيرية بالنسبة له شخصيا لكونه سيكون مضطرا إلى تقديم الاستقالة في حال الفشل في الفوز على البنين، فهويملك فرصة وحيدة لإنقاذ نفسه وهي تصفيات كأس العالم وذلك بعد الخروج المذل من الدور الأول لكأس إفريقيا والذي خيب الجزائريين، وقد قطع على نفسه وعدا بالتدارك في تصفيات المونديال بداية بمواجهة اليوم، ولذلك فهو مطالب بالوفاء بوعده بتقديم أداء راق وتسجيل نتيجة إيجابية تعيد البريق لاسمه الذي أضحى الجميع يبغضه، فالكرة تتواجد الآن في مرماه ولن تقبل منه أي تبريرات، فكما علق أحد الأنصار، في حال تعثر الخضر فعلى حليلوزيتش التوجه مباشرة من الملعب إلى المطار، إذ أنه يملك التشكيلة التي اختارها هو بنفسه حسب طريقة لعبه والفاف تغدق عليه بالأموال والإمكانيات اللازمة، والملعب من المتوقع أن ينفجر بالحضور المكثف للأنصار..فأي عذر بعد كل هذه الظروف ؟ التسجيل في الربع ساعة الأول أفضل سيناريو ويرى العديد من التقنيين بأن أحسن سيناريو هو الوصول إلى شباك الخصم في الربع ساعة الأول من المباراة لأن ذلك سيفتح شهية مهاجمي الخضر ويربك الفريق المنافس، وهذا لا يتأتى سوى بتشديد الضغط على هذا الأخير في منطقته مع محاولة السيطرة على وسط الملعب لكونه نقطة ارتكاز هامة، وفي هذا الإطار، فإن حنكة المدرب هي التي ستصنع الفارق وذلك بحسن توظيف اللاعبين في الميدان باستغلال سرعة سوداني وفيغولي على الأجنحة والتوغل الجيد للثنائي ابراهيمي وقديورة في الوسط، فالتسجيل في اللحظات الأولى من شأنه أن يرفع من معنويات أشبال حليلوزيتش أكثر ويجعلهم يتخلصون من الضغط. الضغط ضروري منذ البداية لدفع الخصم لارتكاب الأخطاء ومع اعتماد خطة هجومية من طرف المدرب، أي الصعود بأكبر عدد ممكن من العناصر، فإن ذلك سيدفع الخصم إلى ارتكاب الأخطاء وهي نقطة هامة ينبغي التركيز عليها، وقد خصص الناخب الوطني حيزا هاما من الوقت خلال الحصص التدريبية الأخيرة على الكرات الثابتة التي تعتبر نقطة قوة الخضر فيما مضى وقد أتت أكلها في الكثير من المباريات الحاسمة، فمع وجود فيغولي وغولام على الجناحين فضلا عن سوداني، بلكالام وسليماني في العمق يمكن للكرات الثابتة أن تأتي بالثمار وهذا بالإضافة إلى تمتع عدلان قديورة بالقذفات القوية عند وجود أخطاء تسمح بالتصويب مباشرة في المرمى. فرصة مواتية للوجوه الجديدة للتأكيد وصنع النجومية من المنتظر أن تكون الفرصة مواتية بالنسبة للوجوه الجديدة التي ستكتشف أجواء المنتخب الوطني وملعب مصطفى تشاكر لأول مرة، ويتعلق الأمر بكل من سفير تايدر، فوزي غولام وياسين ابراهيمي، لتأكيد الدعاية الكبيرة التي أقيمت بخصوصهم، خاصة وأن مختلف وسائل الإعلام قدمتهم على أنهم نجوم كبار مع أنديتهم، وحتى أن العديد من الأنصار الذي سيحضرون إلى الملعب يريدون اكتشاف هؤلاء عن كثب، وبالتالي فالثلاثي المعني مطالب ببذل مجهودات كبيرة، في حال تم إقحامه من طرف المدرب، للفوز بثقة الأنصار وصناعة النجومية، وهذا رغم تأكيد بعض التقنيين بأن أي عنصر جديد يلعب لأول مرة مع المنتخب أمام حضور جماهيري كبير لن يتمكن من استغلال إمكانياته كما ينبغي وإنما تألقه يأتي مع مرور الوقت تماما كما كان الأمر مع يبدة، فيغولي، مغني ولحسن. المهاجمون مطالبون بالتسجيل والفوز مرهون بمدى فعاليتهم ونظرا للأهمية القصوى لمواجهة الغد في حسابات التأهل بالنسبة للمنتخب الوطني، فإن كل الأنظار ستكون مشدودة إلى القاطرة الأمامية التي ستحمل آمال الملايين من الجزائريين، وهي المطالبة بفك العقدة وزيارة الشباك، فإعادة صنع الفرحة والبهجة مرهون بما سيفعله جبور وسليماني وسوداني، ولو أن المسؤولية يتحملها الجميع، إلا أن مهمة التسجيل تبقى معلقة في هذا الثلاثي، وبالأخص العائد رفيق جبور، الذي يصنع أفراح فريقه أولمبياكوس اليوناني ولا تكاد تمر جولة من الدوري المحلي إلا ويكون جبور هدافا، لكن مع المنتخب الوطني يظهر دوما بعيدا كل البعد عن إمكانياته التهديفية ويظل طوال المباراة ظلا لنفسه ومعزولا وسط مدافعي المنافسين، وهذه المرة، الفرصة أضحت بين يديه إذا أراد استعادة نجوميته لا سيما وأن الأمر يتعلق بمنافسة كبيرة تسيل لعاب كل لاعب، ومن المؤكد أن مشواره مع الخضر سينتهي في حال فشله في التسجيل. البحث العشوائي عن التسجيل من شأنه أن يفقد التشكيلة تركيزها سيكون التسرع أحد أكبر أعداء التشكيلة الوطنية في مباراتها اليوم أمام البنين، حيث أن المدرب مطالب بتحذير أشباله من الخلط بين السرعة والتسرع، وقد أثبتت التجارب الماضية مدى تأثير هذا العامل على تنظيم واستقرار التشكيلة على الميدان وهوما يستغله المنافس بالتكدس في منطقته والاعتماد على الهجمات المرتدة التي كثيرا ما خلقت مشاكل جمة للخضر، فالمنتخب يضم لاعبين محترفين من المؤكد أنهم لا يتأثرون بالضغط ويحافظون على تركيزهم وهدوئهم طيلة فترات المواجهة، ويقول بعض التقنيين بأن أكبر خطأ قد يقع فيه رفقاء فيغولي هوالبحث العشوائي عن التسجيل.