أكد أن فشل المنتخبات الوطنية هو انعكاس منطقي لضعف الأندية شدد وزير الشباب و الرياضة محمد تهمي على ضرورة الاعتناء بالفئات الشبانية بالنسبة لكل الاختصاصات الرياضية من أجل الرفع من مستوى الرياضيين الجزائريين في مختلف المحافل الدولية، حيث أكد أنه يأمل أن يأخذ الرؤساء الجدد للاتحاديات هذه النقطة بعين الإعتبار خلال العهدة المقبلة الممتدة من2013 إلى غاية 2016 ، و أشار تهمي إلى أن النتائج المخيبة للمنتخبات الوطنية هي انعكاس منطقي لإهمال عنصر التكوين و التكفل الجيد بالفئات الشبانية التي تعتبر عماد مستقبل الرياضة في كل اختصاصاتها، وحذر أيضا من مغبة التركيز فقط على الأكابر واعتبر ذلك أكبر خطأ يرتكبه رؤساء الأندية بحثا عن النتائج السريعة على حساب التكوين القاعدي المتين على غرار ما تفعله كل الأندية على المستوى العالمي، و النقطة التي تستدعي طرح عدة تساؤلات هي الإدراك المسبق للسيد الوزير لفشل منتخب أقل من 20 سنة في البطولة الإفريقية التي احتضنتها مدينتا وهران و عين تيموشنت منذ أيام، حيث خرج من الدور الأول، وهو ما يعني أنه على دراية بمكمن الخلل و بما انه يملك كل الصلاحيات القانونية، فإنه بإمكانه القضاء على المشكلة التي طرحها و التي يعتقد بأنها العائق الوحيد أمام تطور الرياضة الجزائرية عامة و الكرة بصفة خاصة وهو غياب التكوين، وقد تحدث عن ذلك سابقه الهاشمي جيار و شدد على رؤساء الأندية بضرورة الدخول في الإحترافية كما تنص على ذلك القوانين، ولكن لا حياة لمن تنادي، و بالتالي فالوزير الحالي مطالب بالضرب بيد من حديد خاصة لما أكد الوزير الأول عبد المالك سلال بأن المشكل في الرياضة الجزائرية ليست الإمكانيات المادية و لكن هو سوء التسيير. اتهام حليلوزيتش ونوبيلو للأندية بضعف التكوين لا يمكن إغفاله ورغم أن المدرب الفرنسي لمنتخب أقل من 20 سنة، الفرنسي نوبيللو الذي قدم استقالته مباشرة بعد إقصاء المنتخب من الدور الأول للبطولة الإفريقية، يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية في النتائج الهزيلة التي سجلها الخضر رغم أن المنافسة جرت داخل القواعد و أمام دعم جماهيري هام، إلا أن اتهامه للأندية بضعف التكوين لا يمكن إغفاله أبدا لأنه نفس الأمر الذي يشتكي منه مدرب المنتخب الأول وحيد حليلوزيتش، حيث قال بأنها تنتج لاعبين لا يتمتعون بصفات الاحتراف من كل النواحي و بالتالي فمن البديهي أنهم لا يستطيعون اللعب على أعلى مستوى، و أمام هذه الحقائق، فإن الوزارة مطالبة بتشديد العقوبات على الأندية التي تتأخر في تطبيق قواعد الإحتراف كما ينص على ذلك القانون و لكن عليها أيضا توفير المناخ المناسب من خلال الإسراع في ضخ الأموال اللازمة للبدء في المشاريع على غرار الملعب و مراكز التكوين. رؤساء الأندية هم سبب ضعف المستوى ببحثهم الدائم عن النتائج الآنية و الربح السريع والظاهر أنه في حال استمرار سير الأندية على نفس الطريقة التي تتواجد عليها حاليا، فإن المنتخبات الوطنية ستكون مضطرة إلى استيراد اللاعبين من الخارج من خلال البحث المتواصل عن المغتربين الذي يملكون "جذورا" جزائرية، و عندها لن يكون مجديا صرف الملايير لإقامة بطولة محلية، فما الفائدة منها إذا كانت عاجزة عن تموين المنتخبات الوطنية، و رغم أن المسؤولين لم تتوفر لديهم الإرادة اللازمة لإنجاح الإحتراف و ذلك بالتساهل مع الأندية، إلا أن رؤساء هذه الأخيرة يتحملون كل المسؤولية في تدهور مستوى اللاعب الجزائري، فهمهم الوحيد هو البحث عن النتائج الآنية و الربح السريع، ولذلك تشتد المنافسة بينهم عند فتح فترات انتقالات اللاعبين تهافتا على النجوم " الكرتونية" و بسببهم صار هؤلاء يساومون بالملايير مقابل مردود ضعيف، و عليه، فإن لاعبي الفئات الشبانية يبقون حبيسي أدراج النسيان مما يجعلهم مجهولين بالنسبة لباقي الأندية و كنتيجة فإن العديد منهم ممن يملكون إمكانيات و مواهب خارقة يذهبون دون أن تتم الاستفادة منهم. وفاق سطيف ...مثال للتشكيلة المتكاملة وثمرة الاعتناء بالشبان وفي نفس الإطار، فإن فريق وفاق سطيف يمكن اعتباره مثالا على نجاح تجربة تشبيب الأندية، فقد صنع له النجوم أمجادا في فترة ليست بالبعيدة و كان فيها قبلة لكل لاعب ناجح محليا، و بما أن هؤلاء النجوم لم يكونوا في مستوى النجومية الحقة، فإنهم صاروا فريسة سهلة لمختلف الإغراءات التي تكرم بها عليهم رئيس اتحاد العاصمة، وظن الجميع آنذاك بأن زمن الوفاق قد ولى دون رجعة، ولكن ما قامت به إدارة الرئيس حمار يستحق التنويه و التشجيع، فقد غير من سياسة الفريق بشكل جذري، و كون تشكيلة تخلو من أي اسم معروف بقيادة مدرب محنك، حيث أن هذا الأخير كان له الفضل في تحقيق الإنسجام بين هؤلاء الشبان، وقد استطاع تسجيل نتائج باهرة، إذ يكفي أنه لم يتعثر بميدانه منذ بداية الموسم، وهو مثال للفريق المتكامل الذي يطبق طريقة جماعية رائعة، فقبل خمس جولات فقط على نهاية الموسم، وهو يقترب من ضمان التتويج الثاني على التوالي باللقب، فيمكن الجزم على أن السواد الأعظم من الجمهور الرياضي لا يعرف أسماء اللاعبين كما كان عليه الأمر من قبل بوجود جابو، لموشية، جديات، العيفاوي، بن موسى و غيرهم، و بالمقابل فإن فريق اتحاد العاصمة الذي ضم تقريبا كل النجوم المحليين، لم يحقق شيئا يذكر و ذلك ببساطة لكون الرئيس طالب بالتتويج باللقب و الكأس في موسم واحد، وهو ما يعتبر بحثا عن النتائج الآنية و الذي يتنافى تماما مع قواعد الاحتراف.