زرقين يدعو إلى وضع مخطط استعجالي لحقوق الطفل "جلسة واحدة من "الشيشة" تعادل 38 سيجارة" دعا أطباء مختصون وناشطون في مجال حقوق الطفل إلى وضع مخطط استعجالي لحقوق الطفل وحمايته قبل وقوع الجريمة، وتفعيل الرقابة من قبل الأولياء والجهات المختصة والمعنية داخل كل الهياكل، لاسيما الجمعيات والمجتمع المدني، وندد المتدخلون بغياب الدولة في مراقبة عملية استيراد التبغ وطريقة تسويقه. علجية عيش استضافت مديرية أمن قسنطينة، مساء أول أمس، بمقرها البروفيسور عمار محساس مختص في الأمراض الصدرية وجهاز التنفس وأمراض السل والحساسية وعميد جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية والكاتب محمد الشريف زرقين، بالإضافة إلى مختصين نفسانيين تابعين لمديرية الأمن لتنشيط ندوتها العلمية، حيث اختارت أن تفتح ملف التدخين وخطره على الشباب وارتباطه بالمخدرات والذين عالجوا الظاهرة من كل جوانبها الصحية الاجتماعية والنفسية والتي تتفاقم يوما بعد يوم بسبب غياب الرقابة والمجتمع المدني الذي أغمض عينيه وغض طرفه عن محاربتها، وتجاهل المسؤولين والمعنيين بالأمر كذلك وبخاصة الأئمة الذين يؤثرون على الشباب والمراهقين في خطب الجمعة،لاسيما والظاهرة انتقلت إلى الجنس اللطيف الذي أصبح يتعاطى "الشيشة" واعتبرها موضة العصر، دون أن يعي خطورتها. ففي مداخلته، أشار البروفيسور عمار محساس إلى أن سوق السجائر مزدهر جدا واستيراد هذه المادة بكل الماركات تعرف ارتفاعا متزايدا وأصبحت تعادل قطاع المحروقات، موضحا من الناحية العلمية مدى تأثير التبغ على المخ نظرا لما يحتويه من نسبة كبيرة من النيكوتين، وهو أخطر من الهروين، كون النيكوتين أقرب للوصول إلى المخ في مدة لا تتجاوز الخمس دقائق، كما أوضح طمأن البروفيسور عمار محساس في حديثه عن الأمراض الناجمة عن التدخين أن ما اصطلح عليها ب la bpco ليست سرطان، غير أن أمراض التبغ خاصة القلب والشرايين غالبا ما تؤدي بصاحبها إلى الوفاة، بالسكتات القلبية في سن بين 40 و45 سنة. واعتبر البروفيسور عمار محساس أن تسويق التبغ جريمة تجارية خاصة بالنسبة ل "النرجيلة" أو كما تسمى ب "الشيشة"، لأنها أخطر من كل أنواع التبغ، فجلسة واحدة منها تعادل 38 سيجارة، وانتقد عمار محساس تقاعس السلطات العمومية وكذا المجتمع المدني في وضع حد لهذه الظاهرة، وعلى حد قوله هو فإن الحملات التحسيسية التي تنشطها بعض الجمعيات سببها فشل البرامج الصحية التي تضعها الجهات المختصة، وجعلت المجتمع الجزائري مجتمعا مُسِنًّا قبل الوقت، وانتقد البروفيسور محساس الحكومة في عدم تطبيقها اتفاقيات الأممالمتحدة التي صادقت عليها الجزائر، بمنع التدخين أوالمتاجرة فيه للأشخاص أقل من 16 سنة، مستطردا بالقول أن الشبيبة اليوم لا يمكن أن نقودها ببرنامج يأتي من فوق، ولابد أن تكون الإقنراحات والقرارات من القاعدة ثم تطلع الى القمة لإنشاء المشاريع الخاصة بالشباب. ومن جهته، فتح الدكتور عبد الله بوخلخال عميد جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية في تدخله النار على "السلفيين" و"الأئمة" وأن مستوى هؤلاء لم يصل بعد إلى مستوى الإمام الذي يعالج القضايا بطريقة علمية في خطب الجمعة في المساجد، أما الكاتب محمد الشريف زرقين وهو ناشط في مجال حقوق الطفل فقد اعتبر مكانة الطفل في الجزائر منعدمة تماما، منتقدا السلطات العمومية وكذا المجتمع المدني الذي لزم الصمت إزاء ظاهرة بيع الأطفال للسجائر والمخدرات، وعملهم في المقاهي، داعيا إلى وضع مخطط استعجالي لحقوق الطفل، وسن قوانين خاصة بالطفل لترقيته وحمايته من كل الأخطار قبل أن يقع هذا الأخير في الجريمة ويكون لعبة في يد الشبكات الإجرامية.