السجائر الإلكترونية و المخففة مجرد كذبة وجريمة تجارية قال الدكتور محساس عمار مختص في أمراض الصدر و الحساسية في محاضرة قدمها عشية أمس الأول بالمقر الولائي للشرطة حول موضوع « التدخين بمختلف أنواعه و أضراره على الصحة»، أن السجائر المخففة و الالكترونية مجرد كذبة معتبرا إياها تجارة مجرمة لأنها تسوق للموت في أشكال أكثر إغراءا ،موهمة مستهلكيها من المدمنين على التدخين بأنها أقل ضررا من السجائر العادية الأخرى، خاصة أن الجزائر تستورد بعض أنواع السجائر الإلكترونية من الصين دون أي ضمان لإحترام الجودة و النوعية و كميات المكونات الضارة التي تحتويها خاصة مادتي النيكوتين و القطران. كما أشار الدكتور محساس في هذا اللقاء الذي جمعه بأعوان الأمن العاملين في المديرية المركزية للشرطة و بعض الإعلاميين أن محاربة آفة التدخين يجب أن تكون مهمة الجميع على مدار السنة دون توقف ، دون انتظار مناسبات معينة للحديث عنها، خاصة بعد أن تفشت كثيرا في كامل فئات المجتمع الجزائري بما فيها الأطفال و النساء ، قائلا أنه في الوقت الذي بدأ يعي فيه الكثير من الرجال المدخنين خطر السجائر على صحتهم، نجد أن النساء أصبحن يقلدن هذه العادة السيئة، التي تكلف الدولة حسبه حوالي 20 دينار تصرف على العلاج من أضرار التدخين مقابل دينار واحد تربحه من الضرائب التي تفرضها على مستورديه. و بالإضافة إلى ذكره لكل الأخطار الصحية الناجمة عنه بما فيها كل أنواع السرطان، قال أن الكثير من المدخنين الذين لا يصابون بالسرطان يعانون لسنوات طويلة من أمراض لا تقل خطورة عنه في الرئتين، داعيا إياهم للتوقف فورا عن التدخين في أي وقت مهما تدهورت حالتهم الصحية حتى لو كانت آخر مراحل السرطان دون فقدان الأمل في الشفاء ، لأن التوقف الفوري عنه قد يحد من تقدم الحالة أكثر و لا تعجل في الوفاة بسكتة قلبية في معدل عمر لا يتجاوز في بعض الأحيان الأربعون أو الخمسة و الأربعون سنة، في حين تعمل الدول الأوروبية المتطورة إلى رفع معدل العمر إلى ما بعد السبعين. و حذر الدكتور محساس أيضا، من خطر انتشار المزيد من أنواع الإدمان الأخرى المستوردة من بعض البلدان العربية كالشيشة التي غزت الكثير من المقاهي في قسنطينة و الجزائر، و التي تعادل الواحدة منها حوالي علبتين من السيجارة العادية . و في الأخير، ساهم في إثراء النقاش حول موضوع التبغ و التدخين كل من ضيفي الشرف الحاضرين في اللقاء السيد عبد الله بوخلخال رئيس جامعة الأمير عبد القادر الذي تحدث عن منظور الشريعة للمدخنين معتبرا إياهم نوعا من المنتحرين ببطء، بالإضافة إلى الكاتب محمد الشريف زرقين الذي أشار إلى خطر التدخين المبكر لدى الأطفال مشيرا إلى انتشاره في مجتمعنا بحدة في غياب الوعي و الرقابة الحقيقية.