لم يجد العديد من المواطنين الجزائريين أمام ارتفاع أسعار السلع وتدني المستوى المعيشي للعديد من الأسر، لستر أجسادهم وكسوة أبنائهم، بعد تحاشيهم للسلع ذات الجودة العالية بسبب غلاء أثمانها الفاحش وللسلع المستعملة "البالا" بسبب ما قد تحمله من أمراض، من ملجأ سوى السلع الصينية. إن الملابس المقلّدة والتي في الغالب تكون مستوردة من الصين انتشرت في جميع المحلات الجزائرية المخصصة لبيع الملابس برغم الأخطار التي قد تسببها على صحة المواطن من خلال الأمراض الناتجة عن عدم جودة الصناعة من جانب أو المواد الكيماوية التي تكون صنعت منها من جانب آخر. ولتسليط الضوء على الظاهرة التي أصبحت تؤرق بال المواطنين برغم انعدام الحلول الكافية أمامهم، اقتربت "الأمة العربية" من بعض الحالات، وكانت البداية مع السيدة "فضيلة" التي أكدت لنا بأنها قد اشترت لابنها قميصا رياضيا من أحد المحلات ليمارس به الرياضة في المدرسة ولكنها تفاجأت بعد عودته من المدرسة أن جلده قد أصيب بحساسية مفرطة، ما كلفها غاليا للتخفيف من آلام ابنها وفاتورة العلاج التي استنفدت الكثير من ميزانية أسرتها. والحالة الثانية التي عايناها كانت ل"عز الدين" الذي تعرض أيضا لحساسية بسبب ما يسمى "ماد إين تشاينا" من سلع حيث اشترى بطانية صينية الصنع من السوق الشعبي ب"باش جراح" بعدأن أكد له البائع أنها مخصصة لمرضى الحساسية، لكنه تفاجأ بأن حالته تفاقمت بعد استعماله لها لأسبوع واحد فقط، ما جعله يستغني عنها، وقال لنا بأنه استعمل "بطانية تسبب الحساسية، ولا تقلل منها". لم يتوقف بلاء الجزائريين بالسلع الصينية عند هذا الحد وفقط، ف"تسونامي "الأحذية الصينية التي غزت المحلات أيضا سواء بمحلات صينية والتي دخلت لكل مدينة جزائرية أو الأحذية التي استحوذت على رفوف محلات الجزائريين وطاولاتهم في الأسواق و"الدلالات" جعل من هذه الأحذية بسبب توفرها وأثمانها البخسة التي لا تتعدى ال 1500 دينار قِبلتهم الأولى بلا منازع. "حكيم" كان أحد ضحاياها والذي قال لنا بأنه كادت أن تُبتر رجله بسببها، فهو مريض بداء السكري وشراءه لأحد الأحذية الصينية سبّب له جرحا سرعان ما تحوّل إلى قرحة وتفاقم وضعه الصحي بسبب مرضه بداء السكري ما كاد أن يتسبب في بتر قدمه "لولا رحمة الله وفضله" كما قال لنا! إن معاينتنا لهذه السلع أثبتت بأنها لا تعادل حتى أثمانها التي بيعت بها فمعها لا ينطبق مثل "اللي يعجبك رخسو أرمي نصو"، بل "ارميه بالكامل" فهذه السلع بالإضافة إلى ما تسبّبه من أمراض قد لا تنحصر فيما ذكرناه من أمثلة فهي سريعة التلف، فالملابس الصينية المخصصة للنساء والرجال وحتى الأطفال والرضع، تتعرض للتلف وتعتريها شتى العيوب بعد غسيلها الأول من تمزق في حالات كثيرة وزوال ألوانها أو ظهور بقع عليها في حالات أخرى. وبالنسبة للأحذية فلا يحلم مقتنيها أن يستعمل لمدة تزيد عن الشهر لأنه سيتمزق ويتلف وتنتهي مدة صلاحيته. ومن جهته، أكد الطبيب المختص، بلال بن عامر، أن الأمراض الجلدية المختلفة في عديد الأحيان ترجع إلى هذه الملابس المصنوعة في الصين ودول لا تحترم المقاييس القانونية المحددة لهذه الصناعات والمتعارف عليها في إنتاج الألبسة والأحذية المختلفة، وهذا في غالب الأمر -يضيف نفس المتحدث- من أجل زيادة الكمية على حساب النوعية وقد تشتد مضاعفات هذا الأمر في حالة الأشخاص المصابين بأمراض لها مضاعفات كثيرة وسريعة كالسكري، لأن المصاب بهذا المرض يصعب عليه التداوي في حال إصابته بجروح. كما أكد الطبيب أنه من الضروري أن يفكر المواطن في صحته ولا يشتري أمورا من الممكن أن تضره ولو أعجبته في شكلها.