الهند وباكستان تتفقان على الحوار وتعد محادثات الخميس ثالث اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ هجمات مومباي العام الماضي، والتي أخرجت الحوار المتعثر ومتعدد الجوانب الذي بدأه الجانبان عام 2004 عن مساره. وذكر بيان مشترك عقب الاجتماع أن "رئيسي الوزراء أقرا بأن الحوار هو السبيل الوحيد للمضي قدما"، وأكد عدم ربط أي تحرك ضد ما يسمى الإرهاب بآليات الحوار متعدد الجوانب، مشيرا في هذا السياق إلى أن الدولتين اتفقتا على التعاون في "مكافحة الإرهاب". ووصف البيان هذه المحادثات بالودية والبنّاءة، حيث ناقش رئيسا وزراء البلدين كافة جوانب العلاقات الثنائية "بهدف تحديد المسار للتحرك قدما" في العلاقات. وفي هذا الإطار، قال البيان إن رئيس الوزراء الهندي أكد استعداد بلاده لمناقشة جميع القضايا مع باكستان، بما فيها القضايا المعلقة، في إشارة إلى النزاع على كشمير. وكان سينغ قال إنه مستعد لمقابلة نظيره الباكستاني والسير "أكثر من منتصف الطريق" إذا اتخذت إسلام آباد إجراءات صارمة ضد جماعة لشكر طيبة وغيرها من الجماعات التي تشن هجمات في الشطر الهندي من منطقة كشمير المتنازع عليها. كما دعا إلى ضرورة تفكيك ما سماها البنية الأساسية للإرهاب وتقديم الضالعين فيه إلى العدالة. وقال في تصريحات بشرم الشيخ الأربعاء: "ينبغي ألا يكون هناك ملاذ آمن للإرهابيين، لأنهم لا يمثلون أي قضية أو جماعة أو دينا". وقالت مصادر إن الطرفين الباكستاني والهندي متفقان على أن ما حدث اليوم لم يكن بناء وإيجابيا ومثمرا فحسب، بل يمكن أن يطلق عليه أنه اختراق في العلاقات بين البلدين، وأشار إلى أن الجانبين على ما يبدو حققا مكاسب بناء على تصريحات المسؤولين والبيان المشترك. وأوضح عبد الغني أن المكاسب الباكستانية تمثلت في اعتراف الهند بأن التعاون في مجال مكافحة الإرهاب لن يكون شرطا لاستمرار الحوار بين البلدين، كما وافقت نيودلهي على حوار شامل يضم جميع القضايا، بما فيها قضية كشمير المعقدة، إضافة إلى اعترافها بأن باكستان جمهورية إسلامية ديمقراطية، وذلك منذ قرار التقسيم عام 1947 وانفصال باكستان عن الهند عقب الاستقلال.