فتحت محكمة الجنح بوهران صباح أمس الإثنين ملف الطفلة صفية التي انتقلت إلى فرنسا في طائرة خاصة بمجرد فصل القضاء لصالح الأب المزعوم "جاك شاربوك" الذي تحايل على وزارتي العدل والشؤون الدينية بإعلان اعتناقه للإسلام ليصرح فيما بعد للصحافة الفرنسية أنه لا يدين بالنصرانية التي سيلحق إليها الطفلة صفية على يد القنصل العام فرنسيس هود بإحدى الكنائس الباريسية. جلسة أمس تضمنت محاكمة الجدة بن نكروف صفية البالغة من العمر قرابة 80 سنة، التمست النيابة العامة في حقها عامين سجنا نافذا بتهمة اختطاف قاصر الأمر الذي اعتبره الدفاع غير مؤسس لأن التماسات النيابة بنيت على المادة 329 من قانون العقوبات التي تحدد أركان جريمة الاختطاف التي تشترط عدم ملكية الشيء، وهو ما لا ينطبق على حالة السيدة صفية التي أوكلت إليها حضانة الطفلة ل 8 سنوات كاملة إضافة إلى أنها اعترفت بتنقلها الدائم مع الطفلة لمنع انفراد الأب المزعوم بها كونه غير مسلم، مشيرة أمام هيئة المحكمة أن الشعب الجزائري بأسره معني بقصة صفية التي جرت مراسيم تنصيرها بتاريخ 5 جويلية، التصريح الذي عقب عليه الدفاع بالاستفسار عن سير الإجراءات التي انطلقت من حكم مؤيد بقرار تحصل عليه جاك شاربوك لزيارة إبنته سنة 2006 توبعت على إثره السيدة بونكروف وتمت إدانتها دون أن تتلقى تبليغا بالحكم من قبل محضر قضائي مما يفترض به أن يدفع بمصير الملف غير المتضمن لشكوى إلى الرفض حسب ما تقتضيه الإجراءات القضائية، غير أن الضغوط السياسية من الجانب الفرنسي وفي مقدمتها فتح الرئيس نيكولا ساركوزي الموضوع لدى زيارته الأخيرة إلى الجزائر، إضافة إلى ما تضمنته الصحافة الفرنسية على غرار صحيفة "ليبيراسيون" من تأخر زيارة الرئيس بوتفليقة إلى فرنسا إلى حين طي الملف ساعدت على تسهيل الإجراءات لفائدة المدير التجاري الأسبق لشركة رونو . وللإشارة فإن قضية الحال متابع فيها خال الطفلة صفية بلحسين بن عبد الله الذي اعتبرته رئاسة المحكمة العنصر الرئيسي في إبعاد الطفلة حيث دبر لوالدته إقامة لمدة 48 ساعة بحي مطلع الفجر لدى المدعو (ش،م،ش) الذي استضاف السيدة بن نكروف وحفيدتها دون علمه بالقضية، قبل انتقالهما إلى مزرعة ببلدية المالح بعين تموشنت أين كان في استقبالهما الحارس (ع،م) بأمر من صاحب المزرعة المقيم بالمهجر. من جهته صرح المتهم بن عبد الله أنه كان في كل ما يفعله رهن إشارة والدته التي لطالما حرصت على حماية حفيدتها والمحافظة عليها نافيا توريط صديقه في القضية التي لم يطلع عليها المقربون إليه من إخوته على غرار (ب،م) الذي تقدم على أساس شاهد في القضية غير أنه لا يعلم عنها شيئا، ليردف المتهم بن عبد الله بأنه تعرض إلى جملة من المضايقات منذ تفجير القضية مصرحا أمام القاضي بأنه تعرض للاستنطاق باستعمال التيار الكهربائي في غابة جبل الأسود بكانستيل بعد وضع كيس على رأسه مما جعله يعتقد أن الحل في مقتل شاربوك، الأمر الذي ضاعف تخوفات والدته ظنا منها أنه قد يقبل على قتله انتقاما منه نظرا لتعقد القضية التي جعلتهم يخسرون أموالا طائلة على المصاريف القضائية إضافة إلى خسارة ذكرى إبنتهم المرحومة التي قضت في حادث مرور لايزال التحقيق جاريا حوله . أمام هذه التداعيات طالب دفاع المتهمين الأربعة بما في ذلك السيدة بن نكروف التي كانت تحت الرقابة الفضائية أفادتهم من البراءة لعدم توفر الأركان المادية و المعنوية للجريمة، في انتظار النطق بالحكم يوم 10 اوت المقبل .