قبل أسابيع قليلة اغتال الأمن الفرنسي شيخا جزائريا طاعنا في السن، وقالت إنه توفي بسكتة قلبية. وبعدها بأيام، قام دركي فرنسي بدفع مهاجر جزائري بقوة على الحائط، فأرداه قتيلا، وصرحت المؤسسة الفرنسية الرسمية أن الوفاة ناجمة عن ارتطام الشاب بالدركي. "تصوروا" لو كان كل إنسان يرتطم بآخر يفارق الحياة، لانقرض الجنس البشري منذ قرون، لأننا نرتطم ببعضنا البعض كل يوم. وقبل يومين، قُتل مهاجر عربي وخرجت الرواية الرسمية الفرنسية بتبرير آخر المتهم فيه كان حائطا باريسيا عنصريا، حيث قالت الرواية إن الشاب ارتطم بحائط أثناء مطاردة الشرطة له. عجيب قصة الارتطمات الفرنسية التي تؤدي إلى الوفاة، وربما بعد هذه الحوادث حان الوقت للسلطات الأمنية أن تجري تحرياتها الخاصة مع أسوارها العنصرية التي تكره العرب، والجزائريين على وجه التحديد، ولم نكن نعتقد أن الجهات الرسمية التي تعطي هكذا مبرر غبية إلى الحد الذي تتهم فيه حائطا أصما بالتورط في "غتيال" العرب المهاجرين. المشكلة ليست في أسوار فرنسا، لأنها تبقى مثلها مثل أي سور في العالم غير سور الصين العظيم، لأن فرنسا أعجز من أن تبني تحفة مثله لكن المشكلة الأساسية في عقل الدرك الفرنسي وأمنه المليء بالعنصرية المقيتة ضد كل ما هو عربي وجزائري. ولأن العنصرية نوع من الجنون ونوع من العبث، لم تجد السلطات الفرنسية سوى اتهام الأسوار. وفي انتظار محاكمة الأسوار العنصرية، ننتظر تحقيقا لكشف من كان خلف السور، حتى وإن كنا نعتقد أن القضية ستغلق ويطلع السور براءة وتعلق التهمة ضد مجهول، فالأمر يتعلق بمجرد عربي.. ليس إلا. هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته